كشف مسؤولون عسكريون مصريون، عن نشر كل من السعودية ومصر قطعا بحرية حربية أمام مضيق باب المندب لتأمين الملاحة عبر المضيق الاستراتيجي، وتمهيدا لدخول قوات برية لليمن بعد استهداف التحالف العربي بقيادة المملكة معاقل الحوثيين والرئيس السابق علي صالح الموالي لهم.
ونقلت وكالة الأسوشيتد برس، الجمعة (27 مارس 2015)، عن العسكريين المصريين – لم تسمهم – قولهم: “إن سفنا حربية تابعة للبحرية السعودية والمصرية انتشرت الجمعة 27 مارس، أمام مضيق باب المندب؛ لتأمين مرور الملاحة البحرية في هذا الممر الاستراتيجي.
ويأتي هذا، في الوقت الذي وسعت السعودية، التي تقود التحالف العربي، من ضرباتها الجوية على المتمردين الحوثيين في يومها الثاني للحملة.
وأكد المسؤولون أن هناك أولوية قصوى، بعد أن نجحت الضربات الجوية في إضعاف قوى المتمردين الحوثيين –لاسيما للقوات المصرية- بالتحرك ناحية الميناء الجنوبي في عدن، وهي المعقل الرئيس لأنصار الرئيس عبدربه هادي منصور الذي أجبر على مغادرتها بسبب المتمردين.
ولفتت الوكالة إلى أن تحرك قوات التحالف العربي نحو عدن –لاسيما السعودية والمصرية-، ربما يكشف سر تحرك الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح الموالي لهم في وقت سابق باتجاه المحافظة.
وأشارت إلى أن أحداث الجمعة وتعليقات المسؤولين المصريين الذين تحدثوا إلى وكالة الاسوشيتد برس ، قدم صورة أولية من الخطة المصرية- السعودية التي تجهزانها لمواجهة الصراع الذي انفجر في معركة إقليمية يوم الخميس الماضي بعد شهور من الفوضى في اليمن.
فالمملكة العربية السعودية تهدف إلى دحر المتمردين الشيعة، وقوات صالح التي استولت على العاصمة صنعاء، وغيرها في البلد الذي انهكته الحروب، ويكمن الهدف النهائي في عودة الرئيس هادي، الذي من المتوقع أن يصل إلى مصر الجمعة؛ للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد غدا السبت، بحسب الوكالة.
فيما قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إن هناك ترتيبات لإدخال قوات برية تقودها السعودية للانتشار في اليمن، مضيفا أنها عملية عسكرية شاملة حسبما ذكر لـ “قناة العربية”، مشيرا إلى أن البحرية المصرية تتجه إلى باب المندب.
وقال مسؤولون عسكريون، إن القطع البحرية المصرية والسعودية أصبحت بالفعل بالقرب من المضيق، مضيفين أن هذه القطع من بينها مدمرتان وسفينتان في المضيق.
وقالت مصر إن تأمين مرور الملاحة البحرية هو الأولوية القصوى لها في الصراع في اليمن؛ لأن باب المندب هو مدخل البحر الأحمر ما يؤدي إلى بحر العرب الذي يقود إلى قناة السويس وهو يمثل طريقا حيويا للتبادل التجاري بين أوروبا وآسيا.
خسائر
وبعد مرور أكثر من 36 ساعة من الغارات الجوية وحتي ظهر الجمعة، تم تدمير أكثر من 40 في المائة من الدفاعات الجوية للحوثيين، بحسب العقيد صالح الصبيحي المؤيد لهادي.
وقال مسؤول أمني، إن نحو 80 من المتمردين المسلحين –أغلبهم من قوات صالح-، قتلوا في الغارات، التي تهدف لإضعاف القوة العسكرية لهم قبل اتخاذ أي قرار بمشاركة قوات برية.
وأرجع المسؤول سبب سهولة استيلاء الحوثيين على السلطة؛ نظرا لغياب القوة العسكرية المتمثلة في الجيش، ويدين 70% منه بالولاء للرئيس السابق.
واستهدفت الطائرات الحربية السعودية نقاطا عسكرية مؤيدة لصالح في صنعاء، وفي الجنوب لحج والضالع، وفي مأرب الغنية بالنفط وسط البلاد فضلا عن استهداف مرافق الرادار.
وتوقع الضابط المتقاعد في الجيش اليمني ناصر المرقشي، استمرار الغارات الجوية على المتمردين الحوثيين لمدة أسبوع قبل البدء في أي تدخل عسكري بري في اليمن، والذي يرجح أن يبدأ من عدن أو حضرموت، في مسعى لإضعاف قوة المتمردين على الأرض.