كشفت العمليات العسكرية الناجحة “عاصفة الحزم” التي تقودها المملكة ضد التمرد الحوثي في اليمن، عن حجم القدرات التي تتمتع بها القوات السعودية على صعيد العدة والعتاد والتدريب، لا سيما أن الضربة الجوية التي وجهتها المملكة في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، أدت أهدافها بنجاح واضح.
وفيما تشير الشواهد إلى أن العمليات العسكرية ضد الحوثين مستمرة، فقد نجح وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في نقل الوزارة إلى مرحلة جديدة من التطور، وتعزيز ما تمتلكه من قدرات على كل الأصعدة.
ونجحت المملكة في الحصول على عدد من صفقات السلاح لتعزيز قدرات جيشها. وقال تقرير صادر عن معهد “ستوكهولم لأبحاث السلام العالمي” (SIPRI) إن الإنفاق العسكري السعودي أصبح الرابع على مستوى العالم.
وحركت المملكة معدات عسكرية ثقيلة تضم مدفعية (هجومية.. دفاعية)، إلى مناطق حدودية مع اليمن، فضلًا عن حشود كبيرة من القوات العسكرية.
وتشارك في العمليات العسكرية نحو 179 طائرة من دول خليجية وعربية (100 طائرة و150 ألف مقاتل سعودي، و30 طائرة إماراتية، و15 طائرة بحرينية، و15 طائرة كويتية، و10 طائرات قطرية، و6 مقاتلات أردنية، و3 مقاتلات سودانية، و6 مقاتلات مغربية)، بمشاركة و”دعم” تحالف من 10 دول (تتصدرهم: السعودية – الإمارات – الكويت – البحرين – قطر – الأردن – المغرب – السودان – باكستان)، في العملية العسكرية في اليمن بعد مشاورات دولية.
وفيما أبدت الدول المشاركة استعداداتها للمشاركة في عملية برية “إذا دعت الظروف”، فقد أكدت مصر دعمها و”التنسيق لمشاركة بحرية وجوية مصرية إذا لزم الأمر”، لكن فضائية “العربية”، ذكرت أن مصر تشارك بطائرات وسفن حربية في عملية “عاصفة الحزم”.
ونجحت الضربة الجوية المركزة التي وجهها طيران المملكة (والحلفاء)، في تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل، بجانب قاعدة الديلمي وبطاريات صواريخ سام وطائرات حربية، كما تتواصل الضربات الجوية على مواقع ومعاقل الحوثيين. وتقوم الطائرات بطلعات من عدة مطارات عسكرية، وتشارك فيها أيضًا طائرات من التحالف العربي الذي تقوده المملكة.
ويبلغ الإنفاق العسكري العالمي 1.75 تريليون دولار في 2013، منخفضًا بنسبة 1.9% عن القيمة الحقيقية لإنفاق 2012، حسب تقرير معهد ستوكهولم.
وحسب التقرير، فإن أكثر 3 بلدان إنفاقًا في المجال العسكري (بعد الولايات المتحدة)، هي الصين وروسيا والسعودية، وكلها أجرت زيادات ملموسة، مع قفزة سعودية كبيرة في الإنفاق جعلتها تتجاوز في هذا المضمار بريطانيا واليابان وفرنسا، لتصبح السعودية رابع منفق عسكري في العالم، بنحو 67 مليار دولار.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية كشفت أواخر العام الماضي (روسيا اليوم، 9 فبراير 2015)، عن صفقة أسلحة جديدة للسعودية بلغت 1.75 مليار دولار؛ وذلك لتطوير منظومة الدفاع الجوي بالسعودية.
ووافقت وزارة الدفاع الأمريكية على صفقة بقيمة 1.75 مليار دولار لبيع نظام “باتريوت” للدفاع الجوي وصواريخ “باك 3” للسعودية، وستكون شركتا “لوكهيد مارتن” و”ريثيون” المتعاقدين الرئيسيين.
ونقل موقع “يو إس أن آي” الإخباري المختص بالتسليح البحري، عن مسؤولين بشركات تصنيع السفن الحربية الأمريكية، قولهم إن برنامج المبيعات العسكرية الخارجية الأمريكية يعمل الآن مع المملكة العربية السعودية على وضع خطة لإعادة رسملة الـ20 مليار دولار المخصصة لتجديد أسطول المملكة الشرقي.
وأصدرت دول خليجية بيانًا قالت فيه إنها استجابت لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لردع “العدوان الحوثي، وحماية اليمن وشعبه من المتمردين الذين يعاونون قوة خارجية في التلاعب بأمن واستقرار اليمن الشقيق”.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، دعا مجلس الأمن الدولي إلى دعم عمل عسكري في اليمن من جانب “الدول الراغبة” في التصدي لما سماه التوغل الحوثي في البلاد.
وطلب “هادي” في رسالة (الثلاثاء 23 مارس 2015)، من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، “تقديم جميع الوسائل الضرورية فورًا، بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه”، فيما دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، دول الخليج العربية إلى التدخل عسكريًّا في اليمن لوقف تقدم المسلحين الحوثيين.
وكان وزير الداخلية السعودي سعود الفيصل، أكد استعداد الرياض ودول مجلس التعاون لتقديم الدعم المطلوب لأي مقترح يقدمه الرئيس هادي في أي مجال.