اعتبر المحلل السياسي في الشؤون الخارجية “آدم تايلور”، أن دفة المعركة الدائرة بين المملكة والسويد، تميل بشدة ناحية المملكة، متوقعًا انتهاءها برضوخ السويد، وتقديم وزيرة الخارجية السويدية “مارجوت والستروم” -المتسببة في الأزمة بين البلدين- باعتذار عن تصريحاتها ضد المملكة.
وقال “تايلور” -في مقال له بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الثلاثاء (24 فبراير 2015)- إن السعودية استثمرت ما تملك من أوراق ضغط (سياسية واقتصادية.. وغيرها) على السويد على أكمل وجه، وتمثل ذلك في سحب سفيرها، وخوف الاستثمارات السويدية في الخليج، من تكبد خسائر فادحة، جعلت رئيس الوزراء السويدي يهرع لعقد اجتماع عاجل لهم لطمأنتهم، وهو الأمر الذي لم يحدث، بعد عدم حضور عدد كبير من ممثلي الشركات، الذين طالبوا بضرورة تقديم اعتذار أدبي للمملكة عما بدر من وزارة خارجية بلادهم.
وأشار إلى أن إلى أن هناك نقاشًا واسعًا يجري في الداخل السويدي، حول إذا ما كان ينبغي على وزير الخارجية تقديم اعتذار للمملكة على ما بدر منها لنزع فتيل الأزمة التي سيصل لهيبها إلى الاستثمارات السويدية في الخليج.
وأوضح المحلل السياسي في الشؤون الخارجية، أن الضغوط الاقتصادية على المملكة هي الأكثر.. في العام الماضي اشترت بـ39 مليون دولار معدات عسكرية من السويد.
وأكد أن الضغوط التي لن تتحملها الدولة الأوربية، هي نجاح المملكة في تحويل انتقادات الحريات إلى انتقادات للدين الإسلامي .
وذكر أن المملكة -منذ بداية الأزمة- ومسؤولوها يؤكدون أن الأزمة ليست بقدر الهجوم على السيادة والقضاء السعودي، بقدر ما هي انتقاد كامل للشريعة الإسلامية، التي يستمد منها القضاء أحكامه. مشيرًا إلى رفض هيئة كبار العلماء التعليق على الأزمة، معتبرة أن السعودية فخورة بقوانينها الإسلامية، والتي تحمي حقوق الإنسان وكرامته وملكيته الخاصة .
ولفت إلى أن وزراء خارجية جامعة الدول العربية -بدورها- أصدرت بيانًا مشتركًا، أن الشريعة الإسلامية تحافظ على الأرواح والممتلكات، وشرف الناس وكرامتهم .
من جانبه، قال المحلل السياسي السابق في سفارة المملكة في واشنطن “فهد نزار”، إن النظام القضائي السعودي، يعد خطًّا أحمر، ولن تسمح السعودية -لكائن من كان- من الاقتراب منه، لافتًا إلى أن مناقشة الصراع من خلال المصطلحات الدينية، يجعل الدول الغربية لا تريد المشاركة فيه.
وبشكل عامّ، فإن السويد –كدولة- ليست لديها أية رغبة لاستعداء المملكة أو الدول الاسلامية، لعدة أسباب من بينها (ليس فقط الشأن الاقتصادي)، وإنما لعدم إثارة غضب المسلمين الذين يعيشون في السويد، خاصة مع تفسير من بالداخل السويدي تصريحات وزيرة الخارجية بأنه انتقاد للإسلام.
قال “ثورد جانسون” -الباحث بقسم الدراسات العليا في جامعة جوتنبرج- إن تصريحات والستروم، يمكن أن تفسر أنها انتقاد للإسلام، بغض النظر عما إذا كانت تقصد ذلك أم لا .
وأضاف الكاتب أن الوزيرة نفسها يبدو أنها في طريقها للتراجع عن تصريحاتها؛ حيث قالت إنها تولي الدين الإسلامي احترامًا كبيرًا والدول الإسلامية، في جلسه بالبرلمان، نافية توجيها أي انتقادات للإسلام .
وألمح المحلل -المتخصص في الشؤون الخارجية- إلى أنه يبدو -من غير المرجح- أن تدعم الدول الغربية موقف السويد من المملكة، حسبما نقل عن الكاتب “نزار”، بسبب العلاقات والمصالح التي تربطها مع المملكة.