فى رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، وجود أي نوع من التقارب بين المملكة وإسرائيل، واصفًا مزاعم مراقبين (يربطون بين ملف داعش وحوار القوى الغربية مع إيران بشأن ملفها النووي)، بـ”بالجهل وعدم القدرة على الإلمام بالاختلاف الشديد بين الموقفين”.
وفيما أكد (الثلاثاء، 17 مارس 2015)) أن هناك تباينًا بين الرياض وتل أبيب في ملف التعاطي مع ملفات إقليمية ومجريات الأحداث في المنطقة، لا سيما الملف الإيراني؛ فقد أوضح في حديثه مع كبيرة المراسلين الدوليين بـCNN المذيعة كريستيان أمانبور؛ أن إسرائيل ترفض أي نوع من التقارب مع إيران. ولكن المملكة تريد من القوى الغربية أن تتوصل مع إيران إلى اتفاق يمنع إيران وأي دولة أخرى في المنطقة (بما فيها إسرائيل، التي تمتلك سلاحًا نوويًّا بالفعل)، من امتلاك أسلحة نووية.
وأوضح أن الرياض تؤيد أي اتفاق يحظر انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، “لكن الشكل الحالي للمفاوضات يشير إلى أن الاتفاقية المرتقبة ستؤدي إلى فتح سباق نووي؛ ليس في منطقة الشرق الأوسط فقط، بل في العالم كله”.
وقال إن الحوار الدائر بين إيران والغرب مبني من البداية على أساس خاطئ؛ هو التعامل مع إيران على أنها بلد منفردة ولا علاقة لها بباقي المنطقة.
وتفسيرًا لتصدي القوات الإيرانية “منفردة” لقتال تنظيم “داعش” على الأرض في تكريت، أوضح الفيصل أن وزير الخارجية السعودي صرح من قبل بأن المملكة ترحب بإرسال قواتها البرية لمواجهة التنظيم (يصفه بـ”فاحش”)، على الأرض حال اتفاق جميع قوات التحالف على إرسال قوات برية مشتركة للقتال في سوريا والعراق.
وتعليقًا على تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرافض لفكرة دولة فلسطينية بـ”أنه لن يكون هناك غير إسرائيل”؛ قال الفيصل: “هذا يعني أنه سيكون هناك دولة إسرائيلية بداخلها 6 أو 7 ملايين فلسطيني”. وردت “أمانبور”: “تقصد أن هذا يعني أن عدد الفلسطينيين سيكون أكثر بكثير من عدد اليهود؟”، فقال “الفيصل”: “تمامًا”.
وأعرب “الفيصل” عن أمله أن تكون هذه التصريحات الأخيرة الصادرة عن نتنياهو، سببًا في إزالة الوهم الذي اعتقده البعض من أنه من الممكن التوصل مع نتنياهو إلى اتفاقية إقامة دولة فلسطينية ودلولة إسرائيلية.
وعبر عن رفضه ورفض المملكة التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول دخول الولايات المتحدة الأمريكية في مباحثات ومفاوضات مع بشار الأسد.
وتساءل سموه عن شرعية تلك المفاوضات التي تريد الولايات المتحدة الأمريكية مع شخص قتل أكثر من 250 ألف نفس بريئة من أبناء وطنه، ظلمًا وعدوانًا، وباستخدام أسلحة محرمة دوليًّا.