· رئيس وزراء فرنسا: حل سوريا بلا “بشار”.. و”كيري” يعرف ذلك.
· “واشنطن بوست”: الزلة تعكس سياسة أمريكا.. والثمن تقدّمه لـ”نووي إيران”.
· “الأمم المتحدة”: “بشار” قتل وجرح 6% من السكان وترك 23% لاجئين.
· “منظمات”: النظام يهاجم بـ”براميل القنابل” والطائرات تهدي “كلور”!
· “دراسة”: معظم المدن السورية ركام و83% من الإضاءة قضي عليها.
التاريخ يعيد نفسه، فبعد زلة لسان كيري حول السلاح الكيماوي السوري والذي قصف به النظام الغوطة الشرقية في 2013 وقتل المئات من الأطفال والأبرياء في مشاهد مروعة لا تحدث إلا في سوريا، عاد “كيرى” مجدداً بزلة جديدة، ويدعو لمفاوضة “الأسد” لإيجاد حل للأزمة السورية فوراً.
الخطة الأولى
في الزلة الأولى، لم تفوت روسيا وإيران الزلة التي خطط لها، وضغطتا على الأسد لنزع السلاح الكيماوي السوري والذي بدوره وافق بشكل فوري خلال 24 ساعة على نزع ترسانته من السلاح الكيماوي والتي لم تنزع بشكل كامل حتى الآن، وتراجع “أوباما” عن خطه الأحمر المشؤوم، والذي كان بمثابة ضوء أخضر للنظام لاستعمال كل أنواع الأسلحة ضد الشعب السوري المقهور، كما استمر النظام بشكل متكرر في استخدام السلاح الكيماوي على كل التراب السوري متى اقتضت حاجة النظام له.
رد المنتصر!
الآن وبعد سنة وثمانية أشهر من الزلة الكيماوية، ها هو جون كيري مجدداً يزل بلسانه ويصعق العالم ويدعو لمفاوضة “الأسد” لإيجاد حل في سوريا وفوراً، وبشار الأسد يرد على دعوة “كيري” برد المنتصر ويقول إنه يريد أفعالاً وليس أقوالاً، وهللت وسائل الإعلام السورية لدعوة “كيري”، وترى أنها بمثابة اعتراف بشرعية “الأسد”.
إيران تبارك
وباركت إيران وعلى لسان رئيس البرلمان علي لاريجاني الذي قال إن طهران تأمل بأن تكون الإدارة الأمريكية قد حكّمت العقل في دعوتها إلى إجراء حوار مع النظام السوري لحل الأزمة في سوريا، متوقعاً أن يكون للخطوة الأمريكية مردود إيجابي على صعيد حل الأزمة مستقبلاً.
وروسيا ترحب
ورحبت روسيا سريعاً بزلة “كيري”؛ حيث أعلن مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوى ترحيب بلاده بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والخاصة بأن الولايات المتحدة ستضطر في النهاية للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، واعتبر المسؤول الروسي أن واشنطن بدأت تدرك أن مخاطر توسع تنظيم “داعش” تستوجب التحرك بشكل فاعل، ما يتطلب الحوار مع نظام “الأسد”.
تنصّل أمريكا
وردّت “واشنطن بوست” سريعاً على الإدارة الأمريكية في مقال لرئاسة التحرير وصفت فيه الأزمة السورية بمهنية كبيرة، وهاجمت الإدارة الأمريكية الحريصة على الصفقة النووية متجاهلة أزمة القرن الحديث؛ حيث قالت: “قبل أربع سنوات بدءاً من هذا الأسبوع خرج الناس في أنحاء سوريا في مسيرة سلمية للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية. والآن البلد الذي سعى إلى التحسين بالمعنى الحرفي لم يعد موجوداً، فالموت والدمار واللاجئون والرعب الهائل، والحرب في هذا البلد تجاوزت كل الفظائع في أي دولة أخرى في هذا القرن، وتلاشي الأزمة السورية من اهتمام الرأي العام لا يعكس أن الأزمة قد خفت، ولكن يعود إلى تنصّل الولايات المتحدة وقوى أخرى من التزاماتها لمنع القتل الجماعي”.
قتل 6%
ووصفت الصحيفة الدمار الذي حل بسوريا بالقول: “منذ أن ردّ نظام بشار الأسد على أول المظاهرات السلميية بإطلاق النار واصل في القتل حتى قتل وجرح 6% من السكان البالغ عددهم 20 مليوناً، وترك 23% أخرى في البلاد (أي 4 ملايين) يعيشون كلاجئين، وفقاً لدراسة مدعومة من الأمم المتحدة أفرج عنها الأسبوع الماضي.
بلا كهرباء
وتضيف الصحيفة: “أما خارج دمشق، فقد تحولت معظم المدن الكبرى إلى ركام؛ حيث أظهرت دراسة أخرى صور الأقمار الصناعية أن 83% من الإضاءة الكهربائية في البلاد تم القضاء عليها”.
براميل القنابل
وبيّنت: “تقول المنظمات الإنسانية التي تحاول خدمة السوريين المتواجدين في البلاد إن الوضع ازداد سوءاً منذ أن أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارات العام الماضي تهدف إلى تحسين توصيل المساعدات؛ حيث النظام لا يزال يحاصر المناطق التي لا يسيطر عليها، ويمنع وصول المواد الغذائية والمساعدات الطبية إليها، ولا يزال يهاجم بانتظام تلك المناطق بـ”براميل القنابل”؛ حيث تسقط من طائرات الهليكوبتر وهي مليئة بشظايا، وفي بعض الأحيان، غاز الكلور.
واشنطن والإبادة
وانتقدت الصحيفة تجاهل الإدارة الأمريكية للأزمة بالقول: “إدارة أوباما، التي أعلنت مرة واحدة بأن منع الإبادة الجماعية هي أولوية أمنية ووطنية، لا يوجد لديها حتى محاولة بأن تكون هناك استراتيجية لحل الأزمة في سوريا منذ انهيار مؤتمر السلام في جنيف قبل 13 شهراً.
خشية طهران!
واستكملت: “وعلى الرغم من أنها قامت بتجنيد وتدريب بضعة آلاف من السوريين لمحاربة الدولة الإسلامية، فالإدارة الأمريكية ترفض أن تلزم نفسها حتى الدفاع عنهم إذا كانوا يتعرضون للهجوم من قبل نظام الأسد، بل أقل من ذلك بكثير لن تساعدهم على اتخاذ قرار في الهجوم ضد دمشق؛ حيث يبرر مسؤولون كبار في البيت الأبيض بأنهم يخشون رد فعل عدائياً من إيران، التي أرسلت قوات وميليشيات للقتال من أجل النظام”.
زلة وضجة
وحول زلة “كيري” قالت الصحيفة: “لقد خلق وزير الخارجية جون كيري ضجة في مطلع الأسبوع عندما ظهر وهو يشير إلى أن الإدارة منفتحة الآن للتفاوض مع الرئيس الأسد، وفي الواقع فإن الإدارة منذ فترة طويلة اعتمدت الموقف القائل بأن النظام يمكن أن يشارك في التوصل إلى تسوية سياسية طالما كان الأسد نفسه ليس جزءاً منه”.
ضغط وسخرية
وتابعت: “كيري اعترف ضمنياً، كما فعل مرات عديدة من قبل، أنه حتى هذا الحل غير مجدٍ ما لم تقم الولايات المتحدة بتطبيق ضغط على الأسد”، وأضافت الصحيفة ساخرة: “بدلاً من ذلك -أي بدلاً من الضغط الأمريكي على النظام في سوريا- كيري لا يزال يأمل بأن روسيا وإيران سوف تقومان بذلك، وليس هناك سبب للاعتقاد بأنهم سيقومون بذلك”.
ذبح سوريا
وختمت الصحيفة بالقول: “في هذا المعنى، عكست تصريحات كيري السياسة الحقيقية للإدارة الأمريكية، والتي هي غسل يديها من سوريا في حين أنها تأمل أنه يمكن وبشكل منفصل التوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي والتعاون معها لهزيمة “داعش” في العراق، ففي أحسن الأحوال، الأزمة السورية مستمرة ومعاناة سوريا ستكون الثمن لتحقيق تقدم في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، وعلى الأرجح، سوف يستمر النظام في ذبح سوريا دون رادع بهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة”.
طرف ثالث!
وأكدت الولايات المتحدة، أمس الاثنين، أنها لن تتفاوض على الإطلاق مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد، مبتعدة عن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية جون كيري، وألقت بشكوك على أي احتمالات فورية بإجراء محادثات عن طريق طرف ثالث للتوصل إلى حل للحرب الأهلية في سوريا.
تهدئة العاصفة
كان اقتراح “كيري” الذي أدلى به في مقابلة مع تلفزيون “سي.بي.إس”، أول أمس الأحد، بإمكانية أن يصبح “للأسد” مكان في جهود التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع السوري، انتقادات سريعة من حلفاء أوروبيين وعرب، وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية في مساع لتهدئة العاصفة وتوضيح تصريحات “كيري” أن موقف واشنطن بشأن “الأسد” لم يشهد تخفيفاً.
حل بلا “بشار”!
وكانت كل من فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، قد رفضوا أي مفاوضات أو محادثات يكون “الأسد” جزءاً منها، وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تصريحات، أمس الاثنين، إنه يأسف لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن الحاجة للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال “فالس” لتلفزيون “كانال بلوس” الفرنسي، رداً على سؤال عما إن كان يأسف للتصريحات: “نعم.. بالطبع”.، مضيفاً أن “الأسد” مسؤول عن مقتل عشرات الآلاف، وتابع: “لن يكون هناك حل سياسي.. لن يكون هناك حل بالنسبة لسوريا طالما بقي بشار الأسد.. وجون كيري يعرف ذلك”.