اشترط الرئيس السوري، بشار الأسد، على الولايات المتحدة لقبول التفاوض معها حول مستقبل سوريا أن تتوقف عن دعم من وصفهم بـ”الإرهابيين”.
وجاء ذلك في معرض رد الأسد، الاثنين 16 مارس 2015، على تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قال فيها إن بلاده مستعدة للتفاوض مع الأسد، وذلك بعد أن كانت تصر على رحيله.
وقال الأسد في حوار مع التلفزيون الإيراني نشرت مقتطفات منه وكالة الأنباء الفرنسية إن بقاءه في السلطة أو رحيله مرتبط بإرادة الشعب السوري فقط.
وشدد على أن أي تغيرات في الموقف الدولي تجاه سوريا يجب أن “تبدأ أولا بوقف الدعم السياسي للإرهابيين، ووقف التمويل، ووقف إرسال السلاح، والضغط على الدول الأوروبية وعلى الدول التابعة لها في منطقتنا التي تقوم بتأمين الدعم اللوجستي والمالي وأيضًا العسكري للإرهابيين”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي في الساعات الماضية إن الولايات المتحدة ستضطر للتفاوض مع الأسد, في سبيل إحياء العملية الدبلوماسية لحل الأزمة السّورية.
واعتبر “كيري” أن على المجتمع الدولي أن يتفاوض مع الأسد في النهاية, وأن واشنطن مستعدة للتفاوض معه في إطار عملية جنيف1, مضيفًا أن بلاده تحاول الضغط على الأسد ليقبل بالحوار.
وجاءت تصريحات الوزير الأمريكي, في مقابلة أجرتها شبكة “سي بي إس نيوز” التليفزيونية على هامش المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ بمصر الأحد (15 مارس 2015), تزامنًا مع إحياء الذكرى الرابعة للثورة السورية ضد الأسد .
وتفادى وزير الخارجية الأمريكي اعتبار الأسد “فاقدًا للشرعية” في تصريحه الأخير, رغم أن هذه العبارة استخدمها كثيرًا الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة غربيون آخرون.
ويقول مراقبون, إن التقارب الأمريكي الإيراني الأخير, الذي يسعى إليه الرئيس باراك أوباما لعدم امتلاك طهران الترسانة النووية, أفضى بتقديم واشنطن تنازلات سياسية لإيران تجاه النظام السوري وعموم الشرق الأوسط.
وتعد إيران أبرز حليف للرئيس الأسد منذ بدء الحرب الأهلية في 2011.
وفي أول رد للمعارضة السورية على تصريحات كيري, قال هشام مروة- نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض- إن الحديث عن مفاوضات محتملة بين الولايات المتحدة وبشار الأسد ليست مقلقة إذا كانت ستفضي إلى رحيله.
وأضاف “مروة” أنه “في حال كانت هذه المفاوضات لن تفضي إلى ترك الأسد السلطة فهي غير مقبولة نهائيًا”, موضحًا أن الائتلاف السوري فهم تصريحات “كيري” الجديدة باعتبارها امتدادًا لتصريحات سابقة تؤكد أنه لا يمكن أن يكون للأسد دور في مرحلة انتقالية محتملة قد يتم الاتفاق عليها لاحقًا.
كما اتهم الائتلاف السوري المعارض, الرئيس بشار الأسد بأنه لا يريد حلًّا سياسيًا, وإنما يسعى إلى كسب الوقت لاستقدام قوات إيرانية لفرض واقع جديد على الأرض, داعيًا إلى تسليح الجيش السوري الحر, لدفع الأسد للقبول بحل سياسي.
وفي حين أن سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحالية, تجاه إيران, قد تلمح بمرونة نوعا ما تجاه دمشق، فإنه أحدثت صدعًا غير مسبوق في العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية.
وينظر “نتيناهو” لمحاولات الولايات المتحدة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي, تهديدًا وجوديًا للدولة اليهودية.
وعلى صعيد متصل، انتقدت صحيفة وول ستريت جورنال في افتتاحيتها في (1 مارس 2015) أي تنازلات أمريكية محتملة لإيران، وحذرت من مغبة عقد اتفاق مع طهران يكون من شأنه وضع إيران على عتبة الدول المصنعة للسلاح النووي.
وتعد إسرائيل من الدول التي تدعو لإسقاط بشار الأسد.