دافع “معظَّم بيج” -مدير منظمة (كيدج) الحقوقية البريطانية، التي تدافع عن المعتقلين وترعى ضحايا التعذيب والاعتقال- عن نفسه، ضد الاتهامات التي وجهتها إليه وسائل إعلام بريطانية، برعاية “محمد إموازي” (الإرهابي جون) في سوريا، قائلًا: “إن هذه الاتهامات ملفقة، ومجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة”.
وقال -في بيان أورده موقع المنظمة على الإنترنت- “إن المعلومات -التي جاءت في المادة الصحفية لصحيفة (ديلي ميل) البريطانية- منعدمة المصداقية، لا سيما أنها تعتمد على مصادر مجهولة لم تكشف عن هويتها”.
وتابع بالقول: «إنها حملة تشويه منظمة ومستمرة ضد منظمتنا “كيدج”، حيث شملت -هذه الحملة- معظم كبار السياسيين في بريطانيا، ومن بينهم رئيس الوزراء “ديفيد كاميرون”، وعمدة لندن، وعدد من المسؤولين الحكوميين الذين شاركوا –أيضًا- في الضغط على الممولين ومنظمات غير حكومية أخرى لمقاطعة “كيدج”» بحسب قوله.
ويأتي ذلك على خلفية وصف “عاصم قرشي” -مدير قسم الأبحاث في مؤسسة “كيدج”- “محمد إموازي” -الملتحق بتنظيم “داعش”، الشهير باسم “الإرهابي جون”- بأنه شاب لطيف وأنيق، وأنه تعرض لمضايقات من جانب الجهات الأمنية البريطانية، جعلته متطرفًا.
وتسببت تعليقات “قرشي” في غضب عديد من المسؤولين البريطانيين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء “ديفيد كاميرون”، ووزير الدفاع “مايكل فالون”.
وتأتي تصريحات “معظَّم بيج” ردًّا على ما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، بشأن أن مدير “كيدج” قد يكون متورطًا في تدريب “إموازي” في معسكر يديره مسلحون داخل سوريا.
وعرضت الصحيفة البريطانية -في تحقيق نشرته، الأحد 15 مارس 2015- ما اعتبرته إشارات إلى وجود مدير منظمة “كيدج” والمعتقل السابق بخليج جوانتانامو “معظَّم بيج”، في مخيم التدريب نفسه، الذي تواجد به “إموازي”، في أواخر 2012، قبل أن ينضم الأخير لتنظيم “داعش”، ويبدأ سلسلة القتل، التي شملت ذبح خمس رهائن غربيين.
ويظهر “بيج” في الصورة جالسًا على طاولة، يحتسي القهوة مع “أبوعمر الشيشاني” -زعيم جماعة المهاجرين المتشددة في ذلك الوقت- والإرهابي البريطاني “رباح تهاري”، مع مسلحين آخرين، ويعتقد أن الصورة التقطت في معسكر الجماعة شمالي سوريا في ديسمبر 2012م.
ونقلت الصحيفة -عن مصادر رسمية- أن صورة لـ”بيج” مع قائد لمعسكر سوري، والذي يظهر –أيضًا- في فيديو بصحبة رجل يُعتقد أنه الإرهابي “جون”، تم التقاطها في المخيم نفسه.
وقال أحد المصادر للصحيفة: “الصورة تؤكد تواجد “بيج” في سوريا، كما أن الأشخاص الموجودين معه في الصورة، يبدون مسلحين وليسوا أشخاصًا عاديين”.
ومنظمة “كيج” -المعروفة بدفاعها عن حقوق معتقلي جوانتانامو- أثارت الغضب في بريطانيا، لاتهامها أجهزة الاستخبارات البريطانية، بأنها تقف وراء “محمد إموازي”.
وأدانت المنظمة البريطانية -التي تم تأسيسها في 2004م، ويتولى رئاستها منذ 2005م، المعتقل السابق في جوانتانامو “معظّم بيج”- ما وصفتها بعمليات التوقيف والاعتقال التعسفي لأشخاص معظمهم من المسلمين -يشتبه في تطرفهم، في إطار الحرب على الإرهاب- التي تقودها الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
ووجّه رئيس الوزراء “ديفيد كاميرون”، ووزيرة الداخلية “تيريزا ماي”، ووزير الدفاع “مايكل فالون”، انتقادات حادّة للمنظمة، بسبب تعليقاتها حول الأسباب التي دفعت الطالب السابق في جامعة وستمنستر، للسفر إلى سوريا والانضمام إلى “داعش”.