أكد الخبير السياسي الأمريكي جون هيندريكر أن السياسة الأمريكية تجاه ملف البرنامج النووي لإيران، أثبتت فشلها وأقحمت المملكة العربية السعودية للدخول في سباق نووي بالشرق الأوسط.
وذكر “هيندريكر” في مقال نشره بمدونته “power line” أنه بات من الواضح أن الموقف الداعم الذي اتخذته الإدارة الأمريكية حيال الاتفاقية النووية المرتقبة مع إيران أصبح يؤرق العديد من الخبراء السياسيين الأمريكيين الذين أصبحوا يعتقدون أن ما اتخذته المملكة من مبادرات جادة لامتلاك قوة نووية يعد خير دليل على أن دور الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط أصبح غير فعال ويفتقر الكثير من المصداقية.
وقام “هيندريكر”، وهو محام ومدون معروف، بتوجيه حملة انتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية بسبب تمسكها بتصريحاتها المؤكدة أنها تسعى لعقد اتفاقية نووية مع إيران من أجل الحد من احتمالات تمكن الأخيرة من امتلاك سلاح نووي في المستقبل.
وعبر “هيندريكر” عن دهشته من تصريحات الإدارة الأمريكية التي جاءت مغايرة لتوقعات جميع الخبراء السياسيين الذين أطلعوا على مسودة الاتفاقية المؤقتة التي تسعى الإدارة الأمريكية للتوقيع عليها مع إيران والمتابعين لانعكاسات هذا الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط.
وتساءل الكاتب الأمريكي: كيف لم تتمكن الإدارة الأمريكية من ملاحظة الخطأ الفادح الذي ارتكبته بعدما تسببت محاولتها في بدء سباق نووي في الشرق الأوسط؟!
وأفاد الكاتب أن تصريحات المملكة حول موقفها الرافض للمساعي الأمريكية لعقد اتفاقية نووية مع إيران كانت واضحة من البداية، كما أن المملكة حذرت على لسان الأمير تركي الفيصل أنها ستسعى نحو امتلاك قوة نووية مماثلة لتلك التي تمتلكها إيران حال إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على الوصول لاتفاقية نووية مع إيران.
وأكد الكاتب أن هذا هو ما فعلته المملكة بالضبط من خلال الاتفاقية التي أبرمتها مؤخرا مع كوريا الجنوبية والتي ستمكن المملكة من امتلاك مفاعلين نوويين تبلغ قيمتهما 2 بليون دولار وذلك خلال 20 سنة.
وأشار الكاتب إلى أن الموقف الذي اتخذته المملكة نحو السعي لامتلاك قوة نووية، سواء عن طريق الاتفاقية التي عقدتها مع كوريا الجنوبية أو من خلال إبرام تحالف غير معلن مع باكستان، يعد إجراء طبيعياً إذ لا يمكن للمملكة أن تجلس هكذا بلا حراك تنتظر النتائج التي زعمت الإدارة الأمريكية أنها تسعى لتحقيقها من هذه الاتفاقية لتكتشف في نهاية المطاف بطلان المزاعم الأمريكية وأن هذه الاتفاقية تسببت في زيادة قدرة إيران النووية كما هو متوقع.
وفي النهاية، أكد الكاتب أن هذا السباق النووي غير المعلن الذي بدأت تظهر بوادره في المنطقة خير دليل على عدم فاعلية الموقف الذي اتخذته الإدارة الأمريكية من الملف النووي الإيراني.