تنطلق، الجمعة 13 مارس 2015، أنشطة المؤتمر الاقتصادي الدولي “مصر المستقبل” الذي يروج للاستثمار في مصر أمام العالم وسط حضور دولي كثيف.
وخادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، هو صاحب الدعوة لعقد هذا المؤتمر، حين دعا دول العالم إلى تقديم ما يلزم لدعم مصر اقتصاديًّا؛ وذلك فور إعلان فوز المشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية يونيو 2014، محذرًا من أن “المتخاذل” عن ذلك وهو قادر “لا مكان له غدًا بيننا”.
وتسعى مصر من خلال المؤتمر، الذي يستمر 3 أيام، إلى اجتذاب رؤوس المال الأجنبية للاستثمار في مشروعات تنموية تُسهم في تسريع إخراج البلاد من اضطرابات وخسائر اقتصادية نجمت عن الاضطرابات السياسية التي شهدتها منذ انتفاضة عام 2011.
كما تهدف القاهرة إلى أن ترسل بالمؤتمر رسالة اطمئنان إلى العالم؛ أنها بلد آمن للاستثمار، على الرغم من التحديات التي تواجهها أمام جماعات مسلحة إرهابية، خاصةً أن المؤتمر ينعقد في منتجع شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء التي تعد امتدادًا لمحافظة شمال سيناء التي تعد مناطق عمليات تلك الجماعات الواقعة بدورها تحت ضغط هجمات الجيش المصري.
ويشارك في المؤتمر -حسب ما أعلنت السلطات المصرية- 80 دولة و23 مجموعة وهيئة دولية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي غربي -لم تُسمِّه- قوله إن “مستوى تمثيل الدول الغربية سيكون تحت المجهر.. تريد مصر أن تظهر أنها تعود بقوة إلى الساحة الدولية”، خاصةً أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، يريد أن يعطي صورة أن البلاد بها سلطة قوية تمكنت من فرض الأمن والاستقرار.
وفرضت أجهزة الأمن والجيش إجراءات تأمين متشددة لحماية الضيوف؛ حيث انتشر جنود ملثمون من الحرس الرئاسي، بدايةً من الخميس، في قاعة المؤتمرات في شرم الشيخ والمنطقة المحيطة بها، وتم نشر مدرعات على قمة التلال الصحراوية المطلة على المدينة، كما أقيمت حواجز عديدة للتدقيق في أي سيارة تعبر.
واتخذت مصر خطوات في وقت سابق لتخفيف الأعباء الاقتصادية؛ منها تخفيض الدعم على الوقود، إضافة إلى تعديل القانون الضريبي ووضع قانون للاستثمار لجذب المستثمرين.
وتنقسم أنشطة المؤتمر إلى جلسة افتتاحية، عصر الجمعة، تتصدرها كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتعقبها كلمات لعدد من رؤساء الوفود.
ثم تنعقد عدة جلسات عامة وورش عمل، تقدم خلالها الحكومة الرؤية الاقتصادية للبلاد حتى عام 2030، بالإضافة إلى خطة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي للسنوات 2014 إلى 2019.
وقطاع الطاقة، وخاصةً الطاقة المتجددة، يتصدر قائمة القطاعات المطروحة بها مشروعات للاستثمار، خاصةً أن مصر عانت في الأشهر الأخيرة مشكلات خانقة في الكهرباء والوقود.
كما تطرح أجندة المؤتمر مشروعات في قطاعات الإسكان والمنسوجات والزراعة والإلكترونيات والسياحة والموانئ والمدن الصناعية والمواصلات والاتصالات والصحة وغيرها.
ووفق تصريحات لوزير التخطيط المصري أشرف العربي، للتلفزيون المصري الرسمي، فإن بلاده بحاجة إلى استثمارات بقيمة 60 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، معتبرًا أن المؤتمر الاقتصادي “مجرد بداية”.
ومن أبرز المشاركين في المؤتمر، ولي العهد السعودي مقرن بن عبدالعزيز، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت صباح الأحمد، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء العماني يحيى بن محفوظ المنذري، والرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس وزراء الجزائر عبد الملك سلال.
كما يحضر رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي، ونائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد زيجمار جابرييل، ووزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري، وبريطانيا فيليب هاموند، ووزير التنمية الاقتصادية الروسي أليكسي أوليوكايف ووزير التجارة الصيني زيهانج ماو، وغيرهم.
ومن أبرز الحاضرين من المنظمات الدولية، كريستين لاجارد المدير العام لصندوق النقد الدولي، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومنظمة الأغذية والزراعة، والصندوق العالمي للتنمية الزراعية والكوميسا، والبنك الدولي، وبنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي للإعمار والتنمية، وجامعة الدول العربية، وغيرها.
هذا إضافة إلى سلسلة من الشركات الكبرى ورجال الأعمال.
وفي تعليقه على حجم مشاركة المملكة في المؤتمر، قال سفير خادم الحرمين الشريفين في القاهرة أحمد قطان، إن وفد المملكة الذي يرأسه سمو ولي العهد الأمير مقرن، سيضم مجموعة من الوزراء، وعددًا من كبار رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين.
ونبَّه قطان إلى أن المملكة هي أول من دعا إلى عقد هذا المؤتمر، رغبةً في دعم مصر، مشيرًا إلى أن المملكة هي أكبر مستثمر عربي في مصر، وأن رجال الأعمال السعوديين يتطلعون إلى ضخ مزيد من الاستثمارات، مؤكدًا ثقته الكبيرة بأن مصر قادرة على إنجاح هذا المؤتمر؛ نظرًا إلى ما يتمتع به الاقتصاد المصري من فرص واعدة وقيادة متبصرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية في مصر أحمد الوكيل -حسب صحيفة “عكاظ”- أن الاتحاد تلقى تأكيدات بمشاركة 170 رجل أعمال من المملكة، ممثلين لجميع الغرف السعودية، وجميع أعضاء مجلس الأعمال السعودي المصري، خلال مؤتمر “مصر المستقبل”.