وسط أنباء حول محاصرته في شمال العراق، وخاصةً تكريت، أعلن تنظيم “داعش” قبوله مبايعة مجموعة “بوكو حرام” النيجيرية؛ وذلك في تسجيل صوتي ظهر على الإنترنت، الخميس (12 مارس 2015)، داعيًا بعض أتباعه إلى “الهجرة” إلى إفريقيا.
وقال من وُصف بأنه المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني الشامي، في التسجيل: “نبشركم اليوم بامتداد الخلافة إلى غرب إفريقيا؛ فقد قبل الخليفة -حفظه الله- بيعة إخواننا في جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد (بوكو حرام)” التي كانت أعلنت في بداية مارس مبايعتها التنظيم المتطرف.
وفي التسجيل الذي مدته 28 دقيقة، دعا العدناني المسلمين “إلى الهجرة إلى إخوتنا في غرب إفريقيا”، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وتكثف بوكو حرام التي يقدر عدد مقاتليها بعدة آلاف، الاعتداءات الدامية في المدن الكبرى في شمال نيجيريا، وترتكب مجازر بحق القرويين في المناطق النائية في هذا البلد، وأحيانًا في الدول المجاورة.
ويأتي هذا فيما تعلن القوات العراقية ومجموعات تقاتل معها تقدمها في عدة مناطق بتكريت، شمال العراق، فيما وُصف بأنه أكبر عملية “تحرير” للأراضي العراقية من تنظيم “داعش”.
وبدأت العملية قبل 11 يومًا، وأعلنت القوات العراقية أنها على أبواب المدينة، وتحاصر عناصر “داعش” المتحصنين بها.
واستعادت القوات تباعًا بلدات ومناطق محيطة، قبل أن تدخل حي القادسية في شمال تكريت (110 كيلومترات شمال بغداد) الواقعة عند ضفاف نهر دجلة.
وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، في زيارة ميدانية إلى محافظة صلاح الدين، إن القوات “شرعت في الصفحة الثانية” من الخطة، فيما أشار اللواء الركن في الشرطة بهاء الغزاوي، إلى أن القوات باتت تطوق تكريت من كل الجهات.
لكن المتحدث باسم التنظيم، قال في تسجيله الصوتي الخميس: “إن الانتصارات التي يتحدث عنها الصليبيون والروافض (الشيعة) في فضائياتهم، ليست سوى انتصارات وهمية مزيفة، لا تعدو استرجاع بعض المناطق والقرى في حرب كر وفر”.
وفي الوقت نفسه لم ينكر وقوع خسائر، قائلًا: “الحرب سجال، والأيام دول”، داعيًا من وصفهم بـ”جند الخلافة” إلى الثبات.
ويستخدم التنظيم في تصديه للهجوم، تكتيك العمليات الانتحارية والعبوات الناسفة وعمليات القنص.
وتأتي عملية الجيش العراقي بعد أكثر من 7 أشهر من تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لتوجيه ضربات جوية ضد التنظيم في كل من سوريا والعراق.
وكان قائد الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي، أعلن مؤخرًا أن التنظيم المتطرف “واقع تحت الضغط في كل ركن من العراق”.
وقال بيتر فام مدير برنامج إفريقيا، في مركز أتلانتك كاونسل للأبحاث، إن مبايعة “بوكو حرام” تشكل فرصة للتنظيم “ليقدم نفسه على أنه في توسع مستمر، وليظهر بمظهر القوة التي لا يمكن تجاهلها، وهو في وضع دفاعي في العراق وسوريا.