قرر المغني المعتزل فضل شاكر الفار منذ منتصف عام 2013 تسليم نفسه إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية خلال الأيام المقبلة بعد انفصاله كليا عن رجل الدين المتشدد المطلوب للعدالة أحمد الأسير، وفق ما أعلنت محاميته الإثنين (9 مارس 2015).
وتوارى كل من شاكر والأسير عن الأنظار بعد معركة بين أنصار الأسير والجيش اللبناني قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان في شهر يونيو 2013. وبدأت ملاحقات قضائية في حقهما بتهمة “قتل ضباط وعناصر من الجيش والتعرض لمؤسسة الدولة”.
وقالت المحامية مي خنسا التي تتولى مهمة الدفاع عن شاكر أمام القضاء العسكري للوكالة الفرنسية إن “فضل يريد تسليم نفسه خلال الأيام المقبلة” ونقلت تأكيده لأنه “قطع علاقته بالأسير منذ زمن”.
وأضافت أنه “تخلى عن الخط الديني المتشدد”.
ويقيم فضل شاكر حاليا في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين القريب من صيدا، بحسب ما أفاد شهود التقوه خلال الأيام الماضية.
وتتولى المخيمات الفلسطينية في لبنان “أمنها الذاتي” ولا تدخلها القوى الأمنية اللبنانية بموجب اتفاق ضمني مع الفصائل الفلسطينية.
برز نجم الأسير، رجل الدين السني في مدينة صيدا مع اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف مارس 2011، ونجح في جذب عشرات الشبان إليه بعدما اتخذ مسجد بلال بن رباح في بلدة عبرا مقرا. وأثار الأسير بمواقفه المتشددة وخطابه العنيف تجاه حزب الله الشيعي تحديدا تشنجا مذهبيا وتسبب بحوادث أمنية متنقلة في منطقة صيدا على مدى أشهر.
وطلب القضاء العسكري للأسير وشاكر وآخرين عقوبة الإعدام. وتواصل المحكمة العسكرية الاستماع إلى الموقوفين، بينما لم تتمكن الأجهزة الأمنية من توقيف الأسير الذي ظهر بضع مرات في تسجيلات مصورة أو صوتية نشرت على الإنترنت ليحمل على الجيش والسياسيين في لبنان.
وكان شاكر صاحب الصوت الدافئ يحظى بشعبية كبيرة في لبنان والعالم العربي قبل أن يعلن عن قناعاته الدينية المتشددة ويصبح من مناصري الأسير ويبتعد تدريجيا عن الفن والحفلات الصاخبة. وأثار تحوله من فنان رومانسي إلى متشدد، صدمة واسعة لدى عارفيه وزملائه ومتابعي فنه.