دحض المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ محاولات ربط نشأة تنظيم داعش بأهل السنة والجماعة والسلفية على وجه الخصوص.
وقال “آل الشيخ”، في لقاء مع متخصصين بمجال مكافحة الإرهاب فكريًّا أمس الأحد (8 مارس 2015) في الرياض: “في الواقع إن من سبر أحوالهم (تنظيم داعش) وتدبر أعدادهم، علم أنهم فئة مجرمة جاءت للإفساد والفساد، وحاشاها أن تنتمي لأهل السنة والجماعة فهم براء منهم”.
وانتقد المفتي ممارسات تنظيم داعش، واستسهالهم القتل وجز الرؤوس، فقال: “هؤلاء يسفكون الدماء وينهبون الأموال وينتهكون الأعراض، ويتعاملون بقسوة، دماء البشر لديهم يسيرة، أسهل ما لديهم قتل الأشخاص وجز الرؤوس، أعمالهم تدل على قسوة قلوبهم وإرهابهم الفكري”.
وعن سعي البعض إلى تبرير ما أقدم عليه داعش في طريقة إعدامه الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقًا، مستندين في ذلك إلى نصوص وردت في كتب ابن تيمية؛ رد المفتي على ذلك بالقول: “هذا كذب وباطل، فلا يحرق بالنار إلا ربها، تحريق الناس لا يجوز، هذا أمر منكر، مع كون قتل المسلم خطأ فحرقه خطأ كذلك، وهذا دليل على فساد تلك المجموعة”، وفقا لـ”الوطن”.
ودعا آل الشيخ لاتخاذ إجراءات ضد المحرضين الذين يدفعون بالشباب للمشاركة في صفوف الجماعات الإرهابية في الخارج، فقال: “يجب أن ينبهوا ويحذروا أنهم مخطئون في تصرفاتهم، فإن انتهوا فالحمد لله، وإن أصروا على باطلهم ودعوتهم الشباب إلى هذا المستنقع السيئ فتتخذ ضدهم إجراءات لأن هذا بلاء وفساد”.
وأسف المفتي العام للسعودية لما آل إليه حال شباب بلاده ممن انخرطوا في صفوف جماعات الإرهاب، وقال: “شبابنا تم استغلالهم، فقتل من قتل، وبيع من بيع، ومن يدعوهم للخروج إلى مواطن الفتن، فهو مخطئ ومذنب ومسيء”.
وعن موقفه من إثارة الصراعات الفكرية الداخلية بين الطوائف الإسلامية وتحديدا بين السنة والشيعة واستغلال ذلك لإحداث الفتنة داخل المملكة، علق آل الشيخ على ذلك بالقول: “هذا لا يجوز، من يعمل ذلك يجب عليه تقوى الله في نفسه، يجب أن يدعو إلى الله، إثارة الطائفية من أجل تفرقة الكلمة أمر غير جائز”.
وكان المفتي العام للبلاد التقى في مكتبه صباح أمس الأحد بعشرات المختصين في مواجهة ومعالجة التطرف والإرهاب في لقاء دعت إليه ونظمته حملة “السكينة” لتعزيز الوسطية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وتصدى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ خلال اللقاء على من يزعمون بإقامة الخلافة الإسلامية عبر تنظيم داعش، وقال “تطبيق الخلافة الإسلامية ليست بالأمر السهل، وفعل هؤلاء بعيد عنها”.
وخلال الحوار المفتوح أثار أحد المتخصصين مسألة دائما ما يجادل بها موقوفو القاعدة الذين يخضعون للمناصحة، وتتمثل في الخلافات التي تطفو على السطح ويكون أطرافها مشايخ ورجال دين، وما تحمله من تسفيه لبعضهم البعض واتهامات وقدح بالوطنية، فيما رد المفتي على ذلك بقوله “متى ما كان طلاب العلم والدعاة يحملون فكرا سيئا أو اجتهادات خاطئة فطبيعي أن يضيع الأمر”.
وأشار أحد المشاركين إلى أن بعض الموقوفين على خليفة قضايا أمنية تخرجوا من حلقات تحفيظ القرآن، غير أنه أكد أن ذلك لا يعني اتهامها بتفريخ الإرهاب، لافتا إلى أنه بمراجعة مناهج التعليم العام، اتضح بأن فيها جرعة جيدة من تعزيز الأمن الفكري، غير أن الإشكال هو في المعلمين أنفسهم ممن يحرفون الطلبة عن هذا التوجه لمسار خاطئ.
وفي مقابل ذلك، شدد المفتي العام للمملكة على أهمية حلقات تحفيظ القرآن والمناشط الصيفية في إنقاذ الشباب والنشء من براثن الإرهاب شريطة أن يكون القائمون عليها من أصحاب التوجهات السليمة.