عقب التضييق الشديد الذي تمارسه مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا على نشر مواد دعائية لتنظيم “داعش”، وإغلاق بعض الحسابات الخاصة بهم، أطلق التنظيم موقع “خلافة بوك” للتواصل الاجتماعي على طريقة “فيس بوك”، إلى جانب حساب بالاسم نفسه على “تويتر”.
ويتوفر الموقع الجديد، بسبع لغات، منها: الهولندية، والإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، والتركية، والإندونيسية، إضافة إلى “الجاوية” المحكية في جزيرة جاوة بإندونيسيا وقسم من ماليزيا، والغريب أن الموقع تجاهل اللغة الفرنسية على أهميتها، ومعها تجاهل اللغة العربية أيضًا، علمًا أن الحسابات من الداخل تقبل أي لغة يكتب بها أي مشترك، وهو لا يتضمن أي خانة لوضع الصور أو الشرائط المسجلة.
وعند دخول المستخدم للحساب الخاص به على “خلافة بوك”، تستقبله 4 شروط: ممنوع إرسال أي معلومات عنك لأي شخص في الموقع أو لإدارته، ممنوع أن تنشر صورتك فيه، وأن تصبر كمؤيد “للدولة” مع غير المؤيدين لها، وأن تبلغ الإدارة عمن “يتطاول” لفظيًّا.
ويضم حسابُ الموقع على “تويتر” حشدًا كبيرًا ممن يبدو معظمهم من أنصار التنظيم بوضوح، كما يظهر أكثر من 90 % منهم بألقاب “داعشية” الطراز، مثل “شبل الدولة الإسلامية” أو “شبل التوحيد” أو “دولتنا منصورة” أو “فتاة الإسلام”.
كما أقبل عددٌ من الإعلاميين لمتابعة الحساب في “تويتر”، منهم: إيمانويلا صليبا، وهي برازيلية من أصل لبناني، وتعمل في الولايات المتحدة بشبكة “إن بي سي” التلفزيونية الأمريكية، بالإضافة إلى زينب حمود، وهي أيضًا لبنانية تعمل في محطة “RTL Nieuws” التلفزيونية بهولندا، وأيضًا دلفين برقة، وهي محررة سابقًا في مجلة “باري ماتش” الفرنسية، إلى جانب قيس فارس، وهو صحفي سوري، فضلا عن الصحفي الليبي رامي الشهيبي، وهو من وكالة “أسوشييتدبرس”.
وتسعى “داعش” من إطلاق موقعها الجديد لاستقطاب المزيد من الأشخاص للقتال إلى جانبها وتأييد مواقفها، ولعل أهم الأساليب التي استخدمها “داعش” في التجنيد كانت عبر وسائل التواصل وشبكة الإنترنت.
وكانت قد ذكرت مجلة “تايمز” الأمريكية، في وقت سابق أن “داعش” يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي مثل “تويتر” و”فيس بوك” و”آسك دوت إف إم” كقنوات للتجنيد، لا سيما تجنيد الفتيات البريطانيات المسلمات في الشرق الأوسط، حسبما أفاد مركز كويليام للأبحاث المناهضة للتطرف.
كانت دراسة حديثة أجراها معهد “بروكنجز” الأمريكي للبحوث الاجتماعية، قد كشفت عن وجود أكثر من 46 ألف حساب على موقع “تويتر”، يدعم “تنظيم “داعش”، على الرغم من جهود الموقع لمحاربة تلك الحسابات منذ أواخر العام الماضي.
وذكرت صحيفة “دايلي بيست” الأمريكية، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني حول نتائج هذه الدراسة، أن واحد فقط من كل خمسة حسابات يغرد باللغة الإنجليزية، مما يعني أن حوالي 75% من تلك الحسابات يغرد أصحابها باللغة العربية.