قال الشيخ صالح بن محمد آل طالب خطيب المسجد الحرام، إن من أعظم الفتن في عصرنا الحاضر تتبع الخلافات الفقهية بهدف الهروب من التكاليف، حتى عُطلت الأحكام باسم الخلاف، مؤكدًا أن البعض احتج بالاختلاف في مواجهة النص “وكأنما نسي أن الله نزل علينا هذا الكتاب لنحكّمه في الخلافات”.
وأضاف “آل طالب” في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام اليوم (27 فبراير 2015)، أن من يتتبع الخلافات وشذوذ الأقوال يصنع لنفسه دينًا مليئًا بكل الشهوات بعيدًا عن مراد الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن اتباع الخلاف هو طريق لاتباع الهوى ومخالف للرضى، وأن على الأمة ألا تنظر إلى الأحكام على أنها تكاليف تحتال عليها بالتخفيف.
وتابع بقوله: “الرضا بالله وبدينه وبرسوله تمام الإيمان، والإيمان تمام الرضا، الإيمان يقين يسكن الأعماق، ومعرفة الله لها مذاق حلو يطبع النفوس على النبل والتسامي ويصفي النفوس من كدرها، إنه شوق إلى الله ومسارعة إلى مرضاته، الإيمان يمنح القلب نورا والصدر سرورا… وإن أصح القلوب وأسلمها وأقومها وأرقها وأصفاها وأقواها وألينها من اتخذ الله وحده إلها ومعبودا وأخلص القلب له دون سواه واطّرح لأجل الله هواه”.
وأوضح أن المقصود بإسلام الوجه لله، هو إقبال العبد بكليته على الله وإعراضه عمن سواه والخضوع لإرادته والتذلل لعظمته وكبريائه والإيمان بوحدانيته وشريعته.