قالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، الخميس 26 فبراير 2015، إن “الجهادي جون” المشتبه به في تسجيلات ذبح مصورة نشرها تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف باسم “داعش”، يُدعى محمد إموازي وهو بريطاني من لندن.
ووفق الهيئة، فإن الجهات الأمنية البريطانية على علم به.
ولم تكشف تلك الجهات النقاب عن اسمه في وقت سابق؛ لأسباب تتعلق بعملياتها.
وظهر إموازي (26 عامًا) لأول مرة في فيديو بُث في شهر أغسطس الماضي، عندما قتل – بحسب ما بدا – الصحفي الأمريكي جيمس فولي.
ثم ظهر مرة أخرى- كما يُعتقد – في لقطات فيديو تصور عمليات ذبح الصحفي الأمريكي ستيفين سوتلوف، وموظف الإغاثة البريطاني ديفيد هاينس، وسائق سيارة الأجرة البريطاني ألن هينينج، وموظف الإغاثة الأمريكي عبد الرحمن كاسيج، المعروف- أيضا- باسم بيتر.
ويُعتقد أن إموازي على صلة بمشتبه به سابق في بريطانيا، كان قد سافر إلى الصومال في عام 2006، وقيل إنه على صلة ببعض التسهيلات الخاصة بجماعة الشباب الصومالية، وشبكة لتمويلها.
وفي وقت سابق تعرفت- أيضا- صحيفة “واشنطن بوست” على إموازي، وقالت إنه بريطاني من عائلة ثرية، ونشأ في غرب لندن، وتخرج في الجامعة ويحمل شهادة في برامج الكمبيوتر.
ونشرت صحيفة “الجارديان”، الخميس، من ناحيتها معلومات أخرى عن إموازي، من بينها أنه جاء إلى بريطانيا طفلًا في السادسة مع عائلته؛ حيث ولد في الكويت، ونشأ في غرب لندن.
ووفق ما يقول عنه بعض من عرفوه، فإنه كان شخصًا مهذبًا دمث الخلق، ودرس العلوم التكنولوجية بالجامعة وتخرج عام 2009، وهو يجيد العربية بجانب الإنجليزية.
وتشير الصحيفة إلى أنه في عام 2009 ذهب في رحالة سفاري إلى تنزانيا، وهناك تم القبض عليه، وشكا من أنه تعرض لمضايقات أمنية، وتم ترحيله إلى هولندا، حيث حققت معه الأجهزة الأمنية واتهمته بأنه كان يخطط للسفر إلى الصومال للالتحاق بجماعة “الشباب المجاهدين” المتطرفة.
وفي عام 2010 نشرت صحيفة “الإندبندنت” حوادث مشابهة، وعرَّفت إموازي باسم محمد بن معظم.
ووفق “الجارديان” فإنها اطلعت على رسائل بريد إلكترونية تخص إموازي، قال فيها إن أجهزة الأمن البريطانية تعلم كل شيء عنه، وأنه سبق أن عرضت عليه العمل لصالحها، وعندما رفض قالوا له إن حياته ستكون أصعب.
وبعد أن تعرض مرة ثانية للاعتقال، قرر أن يتجه إلى الكويت؛ حيث حصل هناك على وظيفة في شركة للحاسب الآلي، طبقا لما ورد في الرسائل البريدية، وخلال فترة عمله هناك تردد على لندن مرتين، إحداهما لكي ينهي أمورا تخص زواجه من امرأة في الكويت.
وفي يونيو 2010 ألقت أجهزة مكافحة الإرهاب في بريطانيا القبض عليه مرة أخرى؛ لأخذ بصماته والتحقيق معه، وادعى أنه تعرض لاعتداء من أحد الضباط.
ووفق الرسائل البريدية ذاتها، فإن الأجهزة الأمنية رفضت عودته إلى الكويت، وجعلته خاضعًا للمراقبة، وهو ما أثار سخطه.
وعن كيفية ذهابه إلى سوريا، قال أحد أصدقائه إنه يعتقد أن إموازي غادر أولا إلى السعودية ليُعلم اللغة الإنجليزية في عام 2012؛ ولكنه لم ينجح في عمله، وربما بعدها حاول البحث عن البدء في حياة أخرى في مكان آخر.