اختلفت تقديرات الأجهزة الاستخباراتية والإعلامية الدولية حول العدد الحقيقي لمقاتلي تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، ولكن في الحقيقة يبدو أنه لا أحد يعلم –تمامًا- قوام هذا التنظيم المسلح.
ووفقًا لموقع “فوكاتيف” الأمريكي، فإن عدد مقاتلي “داعش” يتزايد بشكل كبير، في الوقت الذي تعكف أجهزة الاستخبارات وعدد من المسؤولين الأجانب على إيجاد الطرق المثلى لوقف نموّ هذا التنظيم المسلح.
وفي ذلة لسان صرح “جيب بوش” -المرشح المحتمل للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجرى العام القادم، أمس الأربعاء- بأن “داعش” لديها حوالي 200 ألف مقاتل.
ولكن حاول مساعد لبوش تصحيح هذا الخطأ -في تصريح لموقع “ديلي بيست” الأمريكي- حيث أكد أن المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية، كان يقصد 20 ألفًا وليس 200 ألف مقاتل.
– تقديرات سي آي إيه
وكانت “سي آي إيه”، قد أعلنت -في أول الأمر- أن عدد مقاتلي تنظيم “داعش”، يتراوح بين 10 آلاف و20 ألف مقاتل، ولكن هذا العدد تضاعف -أربع مرات- في تقديراتها الأخيرة.
وأرجعت الوكالة هذه الزيادة، إلى موجات تجنيد أكثر قوة منذ شهر يونيو الماضي، بعد الانتصارات الميدانية وإعلان دولة الخلافة في منطقة مترامية الأطراف، على جانبي الحدود السورية العراقية، بحسب ما أعلنه “راين تراباني”، المتحدث باسم “سي آي إيه”.
– تقديرات روسيا
من جانبها قدرت روسيا عدد مقاتلي “داعش” بنحو 70 ألف مقاتل، ولكن تقديرات الخبراء العسكريين بالمنطقة، تشير إلى أرقام أعلى بكثير من هذه التقديرات التي أعلنتها واشنطن وموسكو.
وفي السياق نفسه، قال “هشام الهاشمي” -الخبير الأمني ببغداد، في أغسطس/آب الماضي- إن عدد مقاتلي “داعش” نحو 100 ألف مقاتل، بينما توقع “فؤاد حسين” -رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، في نوفمبر الماضي- بلوغ عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية نحو 200 ألف.
ودعم “دايفيد جارتنشتاين روس” -الباحث البارز بمؤسسة الدفاع من أجل الديمقراطية- التقديرات التي تشير إلى تراوح عدد مقاتلي “داعش”، ما بين 100 و200 ألف مقاتل، معتبرًا أن هذه الأرقام منطقية للغاية، لتنظيم يسعى للسيطرة على العراق وسوريا.
أشار الموقع الأمريكي إلى أنه في ظل استمرار توسع رقعة تنظيم “داعش”، واستمرار الغارات الجوية للتحالف الدولي ضد “داعش”، فان العدد الفعلي لمقاتلي “داعش” يظلّ في حالة تغير مستمر.
– الرقم التقديري
لا يزال من غير الواضح كم هو عدد مقاتلي “داعش” بالضبط، ولكن من المرجح أن تكون القوة الإجمالية لهذا التنظيم، أقرب إلى 100 ألف مقاتل، منها إلى 30 ألف مقاتل، التقديرات المنخفضة للمخابرات الأمريكية لا ترقى ببساطة إلى أن تكون واقعية. وفي الوقت نفسه، تبدو التقديرات المرتفعة جدًّا أكثر بكثير من المعقول.
ويضم التنظيم عددًا كبيرًا من المقاتلين ليسوا عراقيين أو سوريين. وقدرت مجموعة صوفان الأمريكية -المتخصصة في شؤون الاستخبارات- أن أكثر من 12 ألف مقاتل أجنبي من 81 دولة على الأقل، سافروا للقتال في سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية، من بينهم ألفان و500 مواطن من الدول الغربية.
– ثروة داعش
ويذكر أن ثروة تنظيم “داعش” تقدر بملياري دولار من الأموال السائلة والأصول، ما يجعله أغنى الجماعات المسلحة على مستوى العالم، وتعود أصول التمويل المالي للتنظيم لتبرعات بعض الأفراد في دول الخليج العربي.
واليوم، أصبح التنظيم في حالة اكتفاء ذاتي، إذ تصله ملايين الدولارات شهريًّا من عائدات آبار البترول والغاز الواقعة تحت سيطرته، بالإضافة إلى فرض الضرائب، وأعمال التهريب -وخاصة الآثار- وأموال الفدية.