كشفت معلومات جديدة نشرتها شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، أن زوجة أحد أشهر مقاتلي “الدولة الإسلامية” وأكثرهم إثارة للجدل، كانت جاسوسة أمريكية، وسافرت معه إلى سوريا، وتمكنت من الحصول على معلومات مهمة حول التنظيم.
ونجح “إف بي آي” في خداع مغني الراب الألماني السابق “دينيس كوسبرت” (39 عامًا)، والذي أصبح “أبوطلحة الألماني”، أحد أبرز الجهاديين وأكثرهم شهرة في ألمانيا.
والخدعة واحدة من أقدم الخدع المتعارف عليها في كتب الجاسوسية، فقد أوقعت عميلة تابعة لـ”إف بي آي” بكوسبرت، وأصبحت زوجته في سوريا.
ووفقًا لمصادر استخباراتية أمريكية وألمانية، فإن العميلة الأمريكية نجحت في استخلاص معلومات مهمة عن أنشطة المغني “كوسبيرت” ومقاتلي تنظيم “داعش”، وأرسلتها بطرق سرية إلى “إف بي آي”، قبل أن تفر من سوريا إلى تركيا، حيث تم إلقاء القبض عليها هناك، ومن ثم تسليمها إلى الولايات المتحدة.
ونقلت شبكة “فوكس نيوز” -عن عملاء أمريكيين وألمان، قولهم-: “كنا بالفعل داخل غرف نوم الإرهابيين منذ فترة طويلة”.
ونوهت إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي، دفع بالعميلة -لم يكشف عن هويتها- بناءً على معرفتها أن كوسبرت كان زير نساء في ألمانيا، ولديه ثلاثة أطفال من ثلاث نساء، بمن فيهم المرأة التي هجرها قبل بدء مسيرته الإرهابية.
– من هو دينيس كوسبيرت؟
ويذكر أن “دينيس كوسبيرت” -الذي غير اسمه إلى أبوطلحة الألماني- انضم إلى “الجهاد” في سوريا عام 2013.
وفي إبريل الماضي، أعلن يمين الولاء لأبوبكر البغدادي -زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”- ومنذ ذلك الحين، بدأ في نشر فيديوات تدعو المسلمين في ألمانيا، إلى الانضمام للتنظيم المتطرف.
وكوسبيرت -الذي اشتهر أيضًا باسمه الفني “ديزو دوج”- ولد عام 1975 لأم ألمانية وأب غانيّ في “كرويتسبيرغ”، أحد أكثر أحياء برلين شهرة بـ”الانفتاح وتعدد الثقافات”، إذ إن غالبية قاطنيه هم من الفنانين والموسيقيين والشعراء و”المثليين”، وتظلّ الاحتفالات وأصوات الموسيقى مستمرة في شوارع الحي حتى الفجر. تركه والده عندما كان لا يزال رضيعًا صغيرًا، فتكفلت والدته الألمانية بتربيته. ومرت السنوات ووجدت الوالدة شريكًا جديدًا فارتبطت بجندي أمريكي سابق.
المشكلات بدأت تتصاعد بين كوسبيرت وزوج والدته العسكري الصارم، وعندما لم تجد الأسرة حلًّا، تم الاتفاق على إرسال كوسبيرت إلى مؤسسة ترعى الأطفال العنيدين. وبعد 5 سنوات أمضاها هناك، عاد مجددًا إلى منزل العائلة.
في عام 1995، وجد كوسبيرت منفذًا جديدًا لتصريف غضبه ونقمته، فبدأ كمغني راب في شوارع برلين.
إلا أن مشكلاته لم تنته هنا، بل خرق قوانين البلاد أكثر من مرة، وسجن عام 2006 لفترة قصيرة في سجن للأحداث، وبعد خروجه من السجن، غير اسمه إلى “ديزو دوج”، وكانت معظم أغانيه تدور حول فترة السجن والعنصرية، والحرب التي خاضها “جورج بوش” الابن، ضد العراق.