أثار اغتصاب طالبة جامعية وقتلها وحرق جثتها -بهدف طمس معالم الجريمة- احتجاجات وجدلًا واسعين في المجتمع التركي، خاصة لدى الفنانات ومشاهير المجتمع، اللواتي تبادلن التغريدات عبر شبكة “تويتر” الاجتماعية، حول “الملابس المكشوفة” والاغتصاب.
وكانت السلطات التركية قد عثرت -قبل أيام عدة، في منطقة غابات قريبة من مدينة مرسين جنوبي تركيا- على جثّة “أوزكه جان أصلان” (20 عامًا)، الطالبة في قسم علم النفس، بكلية العلوم والآداب، والتي تم الإبلاغ عن اختفائها منذ 3 أيام.
وتمكنت السلطات من إلقاء القبض على سائق حافلة نقل ركاب، اعترف بخطف الطالبة إلى تلك المنطقة بعد نزول جميع ركاب الحافلة وبقائها وحدها؛ بهدف اغتصابها.
وأثناء مقاومة الضحية أقدم السائق على طعنها، وضربها بقضيب معدني على رأسها؛ حيث فارقت الحياة. واستعان بوالده وصديقه لمحو آثار الجريمة بحرق الجثة، وقطع يديها بهدف إزالة أي أثر محتمل للحمض النووي لمرتكب الجريمة، تحت أظافرها.
– احتجاجات واسعة
ولا تزال تركيا تشهد احتجاجات شعبية واسعة على خلفية هذه الجريمة، حيث خرج آلاف من النساء في جنازة بمسقط رأس الطالبة، وفي عدة مدن تركية أخرى، حاملين صورها، إلى جانب اللافتات المطالبة باتخاذ إجراءات أكثر قسوة من قبل السلطات ضد المجرمين.
وأطلق المشهورات هاشتاق عبر “تويتر” #sendeanlat (#أقول_لكم)، لتبادل حوادث الاغتصاب أو حوادث التحرش الجنسي التي تعرضن لها في حياتهن.
– بيرين سات المشهورة بـ”فاطمة”
وشاركت الفنانة التركية بيرين سات -الشهيرة بفاطمة عربيًّا- في الهاشتاق، عبر حسابها على “تويتر”، ووجهت رسالة قاسية تنتقد فيها الحكومة التركية بعد هذه الجريمة.
وتحدثت سات، كيف طاردها شاب في الخامسة عشرة، عندما كانت لا تزال صغيرة، وأظهر لها عضوه الذكري، وظلت ترجف لساعات، لكنها لم تخبر أحدًا خوفًا.
إلا أن سيميل بيرقدار -الكاتب في صحيفة “يني شفق” الموالية للحكومة التركية- طالب المحتجين بالكف عن انتقاد الحكومة، وشدّد على أن هذه الحوادث تحصل في أمريكا أيضًا.
– دعوات لـ”التزام الصمت” والحذر من أحمر الشفاه
لكن الكاتبة الصحفية سيفدا توركوسيف، التي تنشر أيضًا في صحيفة “يني شفق”، أثارت جدلًا واسعًا، عندما طالبت النساء اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي أن “يلتزمن الصمت، ويسألن الطبيب أولًا عمًّا إذا كن قد تضررن من التحرش أم لا”!
وغردت سيمال سينار -وهي إحدى المشاركات في الحملة- بقولها: “يبدو أن أحمر الشفاه، وارتداء تنورة قصيرة، والضحك بصوت عالٍ هو أحد أسباب الاغتصاب في تركيا”.
– الإعدام أم السجن
وتصاعدت المطالبات بإعادة عقوبة الإعدام، بعد أن تمّ إلغاؤها على مراحل، فقد بدأت عام 2001 مع استثناء بعض الجرائم المتعلقة بالحرب والإرهاب، وفي عام 2002، انحصر الاستثناء في الجرائم المرتكبة في حالة الحرب، بينما ألغيت العقوبة تمامًا عام 2004.
وقال والد الطالبة الشابة: “إن الحكم بالإعدام ليس الحلّ الأمثل، فهو يردع مرتكبي الجرائم فحسب، إنما يجب على الناس أن يتعلموا السيطرة على أنفسهم بدلًا من ذلك”.
وقد انتقدت المعارضة التركية الحكومة، وحملتها مسؤولية ما حدث. بينما ربط رئيس حزب الشعب الجمهوري -أبرز أحزاب المعارضة- بين ازدياد العنف ضد المرأة و”الأخلاقيات” التي يروّج لها حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم منذ العام 2002.
وبحسب المنظمات المعنية بحقوق المرأة، فقد ارتفع معدل الجريمة ضد المرأة خلال السنوات العشر الماضية، ليبلغ 300 حالة سنويًّا.
ووفق تقرير لوزارة الشؤون الاجتماعية، فإن 40 في المئة من النساء ضحايا العنف، يتعرضنّ له على أيدي أزواجهن أو أحد أفراد عائلاتهن.