كشف مدير الأمن في شركة الغاز، صالح الزهراني، تفاصيل ما حدث الأسبوع الماضي من منعه لإحدى اللجان الحكومية بسبب عدم تقيدهم بالزي المطلوب، ما أدى لسجنه ظلمًا قبل أن يفرج عنه ويتلقى اعتذارًا شخصيًا من أمير منطقة مكة ومستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير خالد الفيصل.
وقال “الزهراني” في حديث هاتفي: تسببت أزمة الغاز وشكاوى بعض الموظفين، في وصول لجنة للتحقيق والتأكد من بيئة العمل داخل الشركة، وكانت مكونة من المحافظة ووزارة التجارة ومكتب العمل وتجولوا حتى الوصول للمصنع وطلبوا الدخول ولكن رفضت لخطورة الوضع، لأنهم لم يطلبوا الزيارة رسميًا وفقًا للتعليمات المشددة، إضافة إلى ارتدائهم ثيابًا بيضاء وهي تصدر شرارًا خلال المشي وقد تؤدي إلى كارثة لا تحمد عقباها خصوصًا أن في الموقع تقريبًا ١٦ ناقلة شبيهة بالشاحنة التي تسببت في كارثة الرياض العام الماضي، منها ست ناقلات تقوم بالتفريغ و١٠ ناقلات في الانتظار، بالإضافة إلى ما يقارب ٥٠ ألف أسطوانة غاز.
وواصل “الزهراني” ذو الـ ٤٣ عامًا سرد القصة: حاولوا إقناعي وأظهروا خطابًا يؤيد مطلبهم ولكن رفضت فغادروا بعد أن توعدوا بألا يمر الأمر بسلام، وبعد يومين تلقيت اتصالاً من الشرطة ومررت بهم وفوجئت بأمر بالتحفظ عليّ بتهمة تعطيل عمل اللجنة، ومكثت يومًا كاملاً من الشعور بالظلم والإهانة لأن إيقافي بسبب إنقاذ جدة من كارثة انفجار غازي قبل أن يفرج عني في هيئة التحقيق والادّعاء العام بعد أن كتبت تعهدًا خطيًا ألا أتعرض للجان مستقبلاً، وهو أمر روتيني لأن دخولها للموقع سيكون ضربًا من المخاطرة على سكان جدة.
واستطرد: تواصل معي رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس سلمان الجشي أثناء توقيفي وهو ما خفف عني كثيرًا، وفور خروجي طلبت إعفائي من إدارة الأمن ولكنه رفض ذلك بتاتًا.
وعن سبب لقائه مع أمير منطقة مكة قال: المهندس الجشي التقى الأمير خالد الفيصل من يومين لبحث أزمة الغاز وبعد نهاية اللقاء أخبره الجشي بما حدث لي بالتفصيل، وعلى الفور وجّه بأن يلتقيني وحضرت اليوم لمكتبه في الإمارة وطلب أن أكون أول من التقيه في المكتب قبل ضيوف كُثر، وصافحني وغمرني بكلمات أبوية وقدم اعتذارًا كريمًا وقبلت دون تردد.
ويضيف: منذ ثلاثة أيام لم أعرف طعم النوم بسبب الظلم والقلق، ولكن بعد لقاء أمير مكة زال هذا الغم، وكنت أنوي تقديم شكوى ضد المتسببين فيما حدث ولكن الآن تراجعت نهائيًا.
وكانت إمارة منطقة مكة قد وزعت بيانًا صحافيًا عصر اليوم أكدت فيه أن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، قدم اعتذاره المقرون بشكره وتقديره لرئيس الأمن في شركة الغاز الوطنية صالح الزهراني؛ وذلك بعد توقيفه في شرطة جدة على خلفية منعه لجنة مشكّلة من عدة جهات من الدخول إلى منطقة في الشركة دون ارتداء زي خاص، مراعاة لدواعي السلامة.
وجاء الاعتذار خلال استقبال الأمير خالد الفيصل لـ “الزهراني”، في مكتبه بجدة اليوم، حيث قدم أمير المنطقة اعتذاره باسمه وباسم مسؤولي المنطقة عما حدث، مؤكدًا تقديره لحرص “الزهراني” على أداء مهام عمله على الوجه المطلوب.