اعتبرت تقارير إعلامية دولية، أن إبقاء خادم الحرمين الشريفين، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، المهندس “علي النعيمي” وزيرًا للبترول في منصبه، يؤكد أن المملكة لن تغير سياساتها النفطية، وتحديدًا في ما يتعلق برفض خفض الإنتاج للسيطرة على انخفاض الأسعار، من أجل حماية حصتها بسوق النفط.
وقالت وكالة رويترز، الأحد (1 فبراير 2015)، إن النعيمي لعب دورًا بارزًا في إقناع أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، باتباع السياسية نفسها، بغض النظر عن تراجع الأسعار. مشيرة إلى أن النعيمي مصمم على عدم ترك الساحة لمنتجين من خارج المنظمة، مثل الشركات الروسية والأمريكية المنقبة عن النفط.
وأوضح تقرير الوكالة، أن الملك سلمان -الذي أجرى تعديلًا وزاريًّا بعد أيام من توليه السلطة- وجد أنه من الصعب العثور على رجل أكثر خبرة، يستطيع قيادة قطاع البترول في المملكة في هذه الأوقات المضطربة.
وشهد النعيمي -(79 عامًا) على الأقل- ثلاث فترات تعرضت فيها أسعار النفط لتقلبات كبيرة خلال فترة توليه المنصب، لمدة عقدين من الزمن.
وقال “ياسر الجندي” -الخبير في شركة “ميدلي العالمية للاستشارات الاقتصادية”-: “لا يمكنك التخلي عن الخبرة، “علي النعيمي” لديه خبرة هائلة، اكتسبها خلال فترة السبعينيات والثمانينات في شركة أرامكو، والآن هو يكرر تجربة انخفاض الأسعار التي شهدها في الثمانينات وأواخر التسعينات، بالإضافة إلى الأزمة الحالية”.
ويرى البعض أن تلك الخبرة -علاوة على الاحترام الذي يتمتع به عالميًّا- تكون أمرًا حاسمًا في إقناع أعضاء “أوبك”، الذين لا يملكون احتياطيات كبيرة، مثل التي تنعم بها المملكة بالثبات في الأزمة الحالية.
وقال النعيمي -لنشرة ميدل إيست إيكونوميك سيرفاي (ميس)، في ديسمبر الماضي-: “هل من المعقول أن يخفض منتج للنفط ذي الكفاءة عالية الإنتاج، ويستمر المنتج ذو الكفاءة الرديئة في الإنتاج؟.. هذا منطق غير سليم”.
وأضاف: “لو خفضنا (إنتاج النفط).. ماذا سيحدث لحصتنا في السوق؟.. سيرتفع السعر، وسيأخذ الروس والبرازيليون، ومنتجو النفط الصخري الأمريكي حصتي”.
لكن منذ قرار أوبك -في نوفمبر الماضي- بعدم خفض الإنتاج، تساءل البعض -في تعليقات خاصة- عما إذا كان هذا هو النهج السليم؟
وخسرت أسعار النفط -التي تراجعت بأكثر من النصف، منذ يونيو 2014- ما يزيد عن 20 دولارًا منذ اجتماع نوفمبر، مسجلة مستويات لم يتوقعها حتى المنتجون الخليجيون الرئيسيون في أوبك، الذين قادوا القرار، على الرغم من دعوة منتجين آخرين لخفض الانتاج.
وتولى المهندس النعيمي منصب وزير البترول والثروة المعدنية في المملكة في شهر أغسطس 1995، وكان قبلها قد تولى منصبي الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في شركة أرامكو، لفترة تزيد على عشر سنوات، وكان أول سعودي يتمّ تعيينه رئيسًا للشركة.