في قرار مفاجئ، قررت اليابان التراجع عن دعم قوات التحالف الدولي المشكّلة لمحاربة تنظيم داعش “الإرهابي”، بعد إعلان مجلس الوزراء الياباني، الأحد (1 فبراير 2015)، أن بلاده لن تقدم دعمًا لوجستيًّا لطائرات قوات التحالف الدولي في ضرب مواقع التنظيم.
مبررات يابانية
كان “داعش” نجح في تحقيق الضغط الممارس منه ضد اليابان، بقتل الرهينة الياباني الثاني -أمس السبت- وقال أمين مجلس الوزراء الياباني “يوشيهيدي سوغا”، إنه لا توجد إمكانية لأن يشمل نشر وحدات جيش الدفاع الياباني في الخارج، تقديم دعم لقوات التحالف، بعد إعدام “داعش” لرهينتين يابانيين، بحسب “روسيا اليوم”.
إلا أن “سوغا” أكد أن بلاده ستتخذ تدابير إضافية لتعزيز أمن سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج.
في السياق نفسه، أكد وزير الدفاع الياباني “جين ناكاتاني”، أن التسجيل المصور -الذي نشره تنظيم “داعش”، ويزعم عرضه قطع رأس الصحفي الياباني كينجي غوتو- حقيقي على ما يبدو.
وقال ناكاتاني للصحفيين، إن إدارة شرطة العاصمة اليابانية طوكيو، أبلغت اجتماعًا لوزراء من حكومة رئيس الوزراء “شينزو آبي” أن هذا الشريط لديه درجة كبيرة من المصداقية.
وصية الرهينة “المذبوح”
كان ناشطون سوريون قد تداولوا -على مواقع التواصل الاجتماعي- ما قالوا إنها الرسالة الأخيرة التي وجهها الصحفي الياباني “كينجي غوتو”، قبل توجهه منذ أشهر إلى محافظة الرقة، المعقل الرئيس لـ”داعش” في سوريا، قبل أن يعتقله التنظيم ويقوم بإعدامه مساء أمس.
ويظهر في التسجيل المصور -الذي تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت- الصحفي الياباني “غوتو”، وهو يعرف بنفسه -متحدثًا باللغة الإنجليزية- قائلاً إنه “يعتزم التوجه إلى الرقة معقل تنظيم داعش، وفي حال حصل معه أي مكروه، فإن كامل المسؤولية يتحملها بنفسه”، وفقًا لوكالة أنباء الأناضول.
ودعا غوتو -خلال الرسالة التي قام تسجيلها بمساعدة شخص آخر كان يحمل الكاميرا أمامه في غرفة متواضعة بمكان وزمان غير معلومين- إلى “عدم توجيه اللوم إلى الشعب السوري، أو اتخاذ موقف سلبي منه في حال حصل معه أي مكروه.. الشعب السوري عانى على مدار 3 أعوام ونصف العام الماضية، وذلك يكفيه”.
وحول سبب زيارته إلى الرقة، أوضح أنه ينوي عمل قصص صحفية حول ما هو “داعش” وماذا يفعل في سوريا.
وكان تسجيل مصور -بثّته مواقع محسوبة على “داعش”، مساء السبت- أظهر قيام التنظيم بذبح الرهينة الياباني “كينجي غوتو”، ويرجح أن الملثم هو نفسه الذي نفذ -خلال الفترة الماضية- عمليات إعدام بحق رهائن غربيين، كان متواجدًا إلى جوار “غوتو”، وهو جاثٍ على ركبتيه في مكان مكشوف، مرتديًا الزيّ البرتقالي، ليقوم الملثم بوضع سكينة على رقبة الرهينة، ويقطع المشهد ثم يظهر جثمان “غوتو” وهو مقطوع الرأس.
ووجه عنصر “داعش” رسائل تهديد للحكومة اليابانية ورئيسها “شينزو آبي” لمشاركتها في التحالف الدولي ضد التنظيم، وقال “إن كابوس اليابان قد بدأ”. ولم يتسنّ التأكد من صحة التسجيل المصور من مصدر مستقل.
وانتهت الخميس الماضي، المهلة التي حددها تنظيم “داعش” موعدًا نهائيًّا لإتمام صفقة تبادل “ساجدة الريشاوي” -المعتقلة العراقية في الأردن- مقابل إطلاق سراح الرهينة الياباني لديه “كينجي غوتو”، والحفاظ على حياة الطيار الأردني الأسير “معاذ الكساسبة”، قبل أن يُقدم التنظيم -أمس السبت- على ذبح “غوتو”، بحسب التسجيل المصور، ويبقى مصير “الكساسبة” مجهولًا.