سقط عشرات الجنود من أفراد الجيش المصري بين قتيل وجريح، من جراء هجوم استهدف نقطة أمنية لعناصر من القوات المسلحة بمنطقة “كرم القواديس” بـ”الشيخ زويد” في محافظة شمال سيناء، في ساعات مبكرة من اليوم الجمعة (30 يناير 2015)، حسب “سي إن إن”.
وأكدت رئاسة الجمهورية، في بيان أصدرته في الساعات الأخيرة، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي دعا مجلس الدفاع الوطني إلى عقد اجتماع عاجل مساء اليوم، لمتابعة التطورات في سيناء، عقب ما وصفته بـ”الحادث الإرهابي”.
وأصدر الرئيس السيسي قرارًا جمهوريًّا بإعلان “حالة الحداد العام” في جميع أنحاء الجمهورية، لمدة 3 أيام، على أرواح “شهداء الوطن”، اعتبارًا من صباح السبت، وحتى غروب شمس الاثنين المقبل.
وأورد موقع “أخبار مصر”، نقلًا عن مصدر عسكري أن “انتحاريًّا كان يقود سيارة مفخخة، هاجم حاجزًا للجيش في منطقة (الخروبة)، قرب مدينة العريش”، مشيرًا إلى إطلاق مسلحين النار على الموقع عقب الانفجار؛ ما ضاعف عدد الضحايا، كما أكد أن الانفجار أدى إلى تدمير مدرعتين للجيش أثناء نقلهما الجنود.
من جهتها، أعلنت جماعة “أنصار بيت المقدس” الموالية لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إنه استهدف كتيبة عسكرية شمال سيناء؛ وذلك عبر حساب منسوب لها على “تويتر”.
وقالت الجماعة في سلسلة تغريدات صباح الجمعة: “إن جنودها شنوا هجومًا موسعًا في كل من العريش والشيخ زويد ورفح؛ إذ تم استهداف الكتيبة 101 بـ3 مفخخات، كما تم الهجوم على كمائن الغاز بجنوب وشرق العريش”.
ويلاحظ من التقارير المعلنة من مختلف وسائل الإعلام، تضارب واضح في أعداد القتلى؛ حيث ذكرت فضائية “النيل” أن التفجير الذي وقع اليوم بمنطقة الشيخ زويد، وأسفر عن مقتل 17 من رجال الأمن.
ونقلت فضائية “النيل” الإخبارية، عن بيان مقتضب لوزارة الصحة، أن حصيلة ضحايا “الحادث الإرهابي” في شمال سيناء، بلغت 26 شهيدًا و29 جريحًا.
أما موقع “أخبار مصر” التابع للتلفزيون الرسمي، فقد أورد في نبأ عاجل مساء الجمعة، نقلًا عن نقيب الأطباء في شمال سيناء، تأكيده سقوط 25 شهيدًا و26 مصابًا في حادث الهجوم الإرهابي على عناصر القوات المسلحة في شمال سيناء.
كما نقل الموقع نفسه عن مدير “مستشفى العريش العام” سامي أنور، تأكيده عدد القتلى والجرحى الذي أعلن عنه نقيب أطباء شمال سيناء، إلا أن أنور الذي انتقل مع فريق طبي من المستشفى العام إلى المستشفى العسكري، أكد أن أغلب الجرحى في “حالة حرجة”؛ ما يرجح ارتفاع حصيلة الضحايا.
من جانبه، أعلن وزير الصحة والسكان عادل العدوي، إرسال فرق طبية لدعم مستشفى العريش العسكري، بعد انفجار استهدف كمينًا أمنيًّا، في الشيخ زويد بشمال سيناء؛ ما أوقع وفيات ومصابين جارٍ حصرهم الآن.
وأوضح أن الفرق الطبية مكونة من أطباء جراحة، وتخدير، وعظام، وتمريض، لافتًا إلى أنه عقد غرفة الأزمات بديوان عام الوزارة؛ لمتابعة الموقف، وتقديم الدعم اللازم لكل المصابين، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان لاحقًا عن العدد النهائي للوفيات والمصابين، بعد حصرهم بدقة، حسب قوله.
وتشهد شبه جزيرة سيناء المحاذية للحدود مع قطاع غزة وإسرائيل، حالة من “الانفلات الأمني” دفعت الجيش المصري إلى شن عدة حملات عسكرية لملاحقة عناصر مسلحة شنت سلسلة من الهجمات على أفراد الجيش والشرطة، كما فجَّرت خط نقل الغاز الطبيعي بشمال سيناء عدة مرات.
وعادةً ما تتبنى هذه الهجمات جماعات إسلامية “متشددة” تنتمي إلى تنظيم “القاعدة”، منها جماعة “أنصار بيت المقدس”، وجماعة “أجناد مصر”. وتزايدت الهجمات التي تستهدف عناصر الجيش والشرطة عقب “عزل” الرئيس الأسبق محمد مرسي.