انتقد الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الموقف الأمريكي من الأزمة السورية، وتحديدًا تركيز إدارة الرئيس باراك أوباما على تدمير داعش في العراق وسوريا فقط، دون الالتفات إلى خطر بقاء نظام بشار الأسد في هذا البلد.
وفي حواره مع قناة “سي إن بي سي” الأمريكية، الأربعاء (21 يناير 2015)، على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس شرق سويسرا؛ أكد الأمير تركي أن حالة الفوضى التي أحدثها “الأسد” في بلاده لضمان بقائه في الحكم؛ السبب الحقيقي وراء تفشي خطر داعش في العراق وسوريا.
ودعا جميع المسؤولين الأمريكيين ووكالة الاستخبارات الأمريكية والجيش الأمريكي إلى التحرك سريعًا لإنقاذ الشعب السوري من بطش بشار الأسد، مضيفًا: “جميع المسؤولين الأمريكيين يعلمون تمامًا ما ينبغي فعله.. ما ينقصهم هو الإرادة السياسية”.
وشدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت حاليًّا “ترك الأسد يمضي قدمًا في حملته التي شنها لقتل شعبه”، لافتًا إلى أن القوى الغربية، وعلى رأسها المملكة المتحدة التي رفضت التدخل العسكري في سوريا، ثم أمريكا التي أظهرت ترددًا شديدًا للتدخل من أجل ردع بشار، فضَّلت الصمت عقب الجريمة البشعة التي ارتكبها الأسد ضد شعبه عام 2013 عندما اتُّهم باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين العزل.
وأشار إلى أن تهديدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن ضربة عسكرية ضد الرئيس السوري، انتهت بالصمت التام، موضحًا أنه حتى عندما قررت الولايات المتحدة اتخاذ موقف من الوضع المتردي بسوريا، آثرت الإدارة الأمريكية توجيه حربها إلى تنظيم داعش في العراق وسوريا، مستمرة في تجاهل الخطر الذي يشكله بشار الأسد.
وشبَّه رئيس الاستخبارات السعودية السابق، تنظيم داعش بـ”عصابات المافيا الشهيرة”؛ فأفعالهم تشبه سلوكيات المجرمين، ولا علاقة لها بالدين، موضحًا أن هؤلاء لا همَّ لهم إلا التخريب والنهب والسلب، وجميع من يلحق بهم يفعل ذلك رغبةً في الحصول على المال.