اعتبرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن تمسك السعوديات بتحقيق مزيدٍ من النجاح في حياتهن العملية، يقف وراء انتشار ظاهرة العنوسة بينهن، ووصولها إلى 45% من المواطنات اللاتي في العقد الثالث من العمر.
الوكالة الأمريكية التقت “آمنة فطاني – 27 عاما” الطالبة بالدراسات العليا بجامعة جورج تاون في واشنطن، لتؤكد أن السبب الحقيقي وراء ارتفاع سن زواج الفتيات هو رغبتهن في الحصول على حياة مختلفة عن تلك التي خاضتها أمهاتهن في الماضي، مضيفة: “لم يعد السعوديات يرغبن في الزواج المبكر من رجال ليسوا من اختيارهن”.
وأضافت أنها ترغب في الزواج من شاب يكون قد خاض تجربة العيش خارج المملكة مثلها حتى يستطيع فهم طموحها، ورغبتها في الارتقاء بحياتها العملية، قائلة: “لا أريد الزواج من رجل التقيته في شوفة تقليدية، لكني أريد أن أعرفه حتى أتمكن من التأكد أني أريد الزواج منه حقيقة”.
أسوشيتد برس الأمريكية رأت في “آمنة” فتاة تحلم بالتمكن يومًا من أن تكون أول وزيرة عمل في المملكة، مشيرة إلى أنها تمثل قطاعًا كبيرًا من السعوديات الطموحات اللاتي لا يفكرن في الزواج خلال فترة العشرينيات ولا الثلاثينيات من عمرهن قبل أن يتمكن من تحقيق أحلامهن الشخصية.
وعزت الوكالة هذا التغير الذي طرأ على شخصية المرأة السعودية إلى ارتفاع مستوى تعليمهن، فآخر الإحصائيات الرسمية تُشير إلى ارتفاع عدد الطالبات السعوديات الحاصلات على منح تعليمية خارج المملكة (عشرات الآلاف من السعوديات يدرسن بالخارج من بين الـ150 ألف مبتعث).
ولفتت إلى أنه بينما يعتقد البعض أن هناك ثمة محاولة من جانب السعوديات للثورة على الأعراف القبلية الصارمة التي ترغمهن على الزواج بالطريقة التقليدية التي جرى عليها العرف في المملكة، فإن بعض الخبراء والمتخصصين يرون أن وراء تفشي هذه الظاهرة عوامل أخرى.
“تماضر اليامي – المدونة والناشطة الحقوقية” ذكرت أن انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، وغرف المحادثة عبر الشبكة العنكبوتية أعطى لشباب المملكة وسيلة أكبر للتواصل، ومحاولة إقامة علاقات بين الجنسين.
وتابعت: “هذه الظاهرة جعلت المرأة السعودية تشعر أكثر بأنها قادرة على الاستقلال بذاتها (لذا فالشابات لم يعدن يرغبن في الركون للزواج من خلال لقاء ترتبه لهن أمهاتهن بعريس المستقبل)”.
أما فوزية الهاني، المتخصصة في علم نفس الأسرة، فأوضحت أن للحكومة دورا كبيرا في تفشي هذه الظاهرة؛ نظرا لعدم قدرتها على توفير مرتبات كبيرة للشباب تمكنهم من تحمل أعباء الزواج وما يستلزمه من دفع مهر وتجهيز بيت للعروس.
بينما رأى البعض الآخر أن السبب وراء تفشي ظاهرة انتشار العنوسة هو المبالغ المالية الباهظة التي تطلبها أسرة العروس من الشاب الراغب في الزواج منها.
وأخيرًا أبدت الوكالة استغرابها من الاهتمام الإعلامي الكبير بهذه المسألة حتى أن بعض الصحف وصفت الظاهرة بالوباء السرطاني الذي بدأ يفت في عضد المجتمع.