وحده -من بين ملايين الأوربيين الذين فجعتهم الأحداث الإرهابية التي ضربت فرنسا الأسبوع الماضي، وتسببت في مقتل وإصابة عشرات- يعيش “لاسانا باثيلي”، حالة من الفرحة والسعادة الغامرة، بعد تصدر اسمه وصوره الصفحات الأولى لكبريات الصحف الفرنسية، بوصفه بطل “أزمة الرهائن”، لدوره في إنقاذ حياة عشرات من الزبائن، بإدخالهم ثلاجة المتجر اليهودي، وإخفائهم بعيدًا عن أعين الإرهابي “كوليبالي” محتجز الرهائن.
وعقب الهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو” وما تلاه من أحداث، والقلق من موجة جديدة من “الإسلاموفوبيا”، برز اسم “لاسانا باثيلي”، العامل المسلم في متجر لبيع الأطعمة المتوافقة مع الشريعة اليهودية (كوشير)، والذي وصفته الصحف الفرنسية بـ”البطل”، حيث أنقذ حياة عديد من الزبائن بإخفائهم في ثلاجة، بحسب cnn، الأحد (11 يناير 2015).
وساعد “باثيلى” -بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الفرنسية- مجموعة من الزبائن في المتجر بعد دخول المسلح “أميدي كوليبالي” إليه، واحتجاز عدد من الرهائن داخله، إذ قام باقتياد المجموعة إلى القبو، ولجأ برفقتهم إلى ثلاجة المتجر.
ونقلت شبكة BFMTV الفرنسية عن “باثيلي”، قيامه بإغلاق باب الثلاجة عليه وعلى الزبائن بعد إيقافها عن العمل وإطفاء الأنوار، وطلب من الجميع التزام الصمت، ومن ثم قام بنفسه بالخروج من الثلاجة والعودة إلى الطابق العلوي، ومن ثم الفرار خارج المتجر، بعدما أحس الإرهابي “كوليبالي” بوجود حركة في الطابق السفلي، وهدد بقتل الجميع.
ووفقًا لما يصف به نفسه، فإن “باثيلي” (مسلم ملتزم)، يعود أصله إلى مالي، وقد ألقت الشرطة القبض عليه في بداية الأمر، قبل أن تستعين به لمساعدتها على تحديد موقع الثلاجة، وقد قال للشبكة الفرنسية: “بعد خروج الزبائن، توجّه الجميع إليّ بالتهنئة”، علما بأن العدد الفعلي لمن أنقذهم الشاب المسلم لم يُحدد بعد، وفقًا لصحيفة “لا إكسبرس”.
وبحسب الشرطة، فإن “كوليبالي” قتل أربعة من الرهائن اليهود، قبل أن يتمكن رجال الأمن من قتله، أما “باثيلي”، فقد بات موضع إشادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تابعت صحيفة “لاكسبرس” الفرنسية قصته على صفحاتها الأولى، تحت عنوان “لاسالي باثيلي.. المسلم المالي.. بطل أزمة الرهائن”.