زار وزير الزراعة المهندس وليد بن عبد الكريم الخريجي، مزارع أوقاف الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي في الخرج، ومركز أوقاف الراجحي لأبحاث النخيل.
وتأتي الزيارة لاستعراض ما تقوم به المزارع من أعمال تسهم في توفير الأمن الغذائي وتنمية المجتمع.
واستقبل الخريجي رئيس مجلس نظار أوقاف الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي “بدر بن محمد الراجحي”، وعضو مجلس النظار ماجد بن صالح الراجحي، والرئيس التنفيذي للأوقاف المهندس علي بن منصور الصغير.
ورافق وزير الزراعة وفد رفيع من منسوبي الوزارة من وكلاء ومديري عموم ومدير عام فرع وزارة الزراعة بالخرج.
وقدم الرئيس التنفيذي للأوقاف، في بداية الزيارة نبذة تعريفية عن المزارع ومركز الأبحاث. وبيَّن المهندس الصغير أن الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي يهتم كثيرًا بالمزارع وتحظى باهتمامه الشخصي، وكان يوليها عناية كبيرة في حياته، وأوقفها -رحمه الله- وقفًا منجزًا، إضافةً إلى الأعيان الأخرى التي أوقفها، المتمثلة في العقارات والأسهم والفنادق وغيرها. وكانت هذه الأوقاف من أحب ما يملك -رحمه الله- إذ يبلغ عدد النخيل بالأوقاف ما يربو عن 250 ألف نخلة، تشمل أجود أنواع النخيل، وتنتج أكثر من 3 آلاف و500 طن حاليًّا من التمور.
ولفت الصغير إلى وجود خطة توسعية تستهدف، عند اكتمال الأثمار، الوصول إلى 15 ألف طن، مبينًا لوزير الزراعة أنه يوجد عمل حثيث تقوم به الأوقاف في مجال ترشيد استهلاك المياه في المزارع، عبر تركيب عدادات تحسب كمية المياه التي تستهلكها النخلة، باتباع أحدث التقنيات، مع الاستعانة بالخبرات العالمية في هذا المجال.
واطلع وزير الزراعة على نتائج أبحاث المركز، ومن أبرزها تجارب الحد من انفصال القشرة عن اللحم، الذي يحد من جودة التمور ويُدنِي أسعارها، إضافةً إلى مجموعة من التجارب والأبحاث التي استمرت لأكثر من 4 سنوات، وخلصت إلى بروتوكولات سوف تطبق بدءًا من هذا العام، تهدف جميعها إلى تحسين جودة التمور من حيث الحجم والوزن واللون.
كما اطلع على أنواع التمور التي تنتجها مزارع أوقاف الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي، وعلى عمليات التحسين الحاصلة على نوعية وجودة التمور، كنتيجة مباشرة لنتائج أبحاث المركز، وأبدى معاليه إعجابه بتميزها، وأثنى على الجهود المبذولة في هذا الصدد.
ونوه وزير الزراعة، بضرورة تركيز الأبحاث الجارية في المركز وأهميتها في تحسين جودة ونوعية التمور، وأثنى على التعاون القائم بين الوزارة ومركز الأبحاث، علمًا بأن مركز الأبحاث لديه تعاون مع عدد من المراكز البحثية على مستوى العالم؛ من أبرزها مركز الأبحاث في جامعة أريزونا وكرسي أبحاث النخيل في جامعة الملك سعود، ومركز أبحاث النخيل والتمور في محافظة الأحساء التابع لوزارة الزراعة، ومركز أبحاث النخيل والتمور في جامعة الملك فيصل.
وأكد الخريجي ضرورة التعاون في مجال الأبحاث مع الوزارة لخدمة هذا القطاع المهم من القطاعات التي تُسهم بفاعلية في الأمن الغذائي للمملكة وتنمية المجتمع.
وتفقَّد الوزير المعرض المصاحب؛ حيث اطلع على نتائج الأبحاث وتطبيقاتها، وعلى ما تنتجه مزارع أوقاف الشيخ محمد بن عبد العزيز الراجحي من تمور ذات جودة عالية.
وزار -ضمن الجولة- معرض مشروع الأسر المنتجة الذي تتبنَّاه أوقاف الشيخ محمد عبد العزيز الراجحي، والذي يقوم بدور كبير في توظيف الأسر ذات الحاجة، بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية؛ لترشيح بنات هذه الأسر، ومن ثم تدريبهن وتأهيلهن على تعبئة وتغليف التمور؛ حيث ينتج هذا المشروع أنواعًا كثيرة من التمور ومنتجاتها من معمول وغيره من المنتجات.
وقد أثنى معاليه على نوعية الإنتاج، مقدمًا شكره إلى الأوقاف على هذه الجهود الرامية إلى خدمة المجتمع والإسهام في توطين الأيدي العاملة وتدريبها، خاصةً العنصر النسائي من بنات الأسر المحتاجة لتعيش حياة كريمة.
إلى هذا، بيَّن الصغير أن الأوقاف ماضية في خطة توسعية في مجال مشاريع الأسر المنتجة، لتستهدف توظيف أكثر من 1000 سيدة عبر إنشاء مصنع لتعبئة وتغليف التمور، وإسهامًا من الأوقاف في خدمة المجتمع والتنمية المجتمعية.
وتفقد الوزير المزارع في جولة ميدانية، واطلع معاليه على نظام الباركود الذي يحدد جميع المعلومات الخاصة بالنخلة، ونظام التحكم بالري بعدادات تتحكم في كمية المياه التي تصل إلى كل نخلة، وأثر التجارب والأبحاث التي أجراها المركز في تطوير المزارع، التي تعد من أكبر المزارع على مستوى العالم.
وفي نهاية الزيارة، دشن الخريجي مركز أوقاف محمد الراجحي لأبحاث النخيل، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى القطاع الخاص، وأثنى على توجه الأوقاف في هذا المجال، مُبديًا استعداده لتعاون مثمر وبنَّاء مع الوزارة لخدمة قطاع النخيل في المملكة.
وفي نهاية اللقاء، قدم رئيس مجلس النظار أ. بدر محمد الراجحي، شكره وتقديره إلى وزير الزراعة على هذه الزيارة، وأثنى على اهتمام الوزير بهذا القطاع المهم الذي يعكس اهتمام ورعاية الدولة -حفظها الله- للزراعة والمزارعين.
وأشار الراجحي إلى أن الأوقاف لها إسهامات تنموية كبيرة في مجال خدمة المجتمع؛ إذ إن من أهم وأبرز الجوانب التي قامت من أجلها الأوقاف، هو الإسهام في تنمية المجتمع. ومن هذا المنطلق عملت الأوقاف على تقديم نموذج مشرف وفاعل في هذا المجال، عبر تبني مشاريع وبرامج خيرية مع عدد من الجهات الخيرية من مختلف أنحاء المملكة؛ من أجل العمل على تعزيز مكانة القطاع الثابت وخدمة الإنسانية.
وأكد أن الأوقاف تعمل وفق استراتيجيات محدودة، ووفق عمل مؤسسي محكم، أسهم في تحقيق نتائج كبيرة على مستوى الاستثمار والعمل التنموي، عبر منظومة مشاريع كان لها أثر كبير في تحقيق هذه الإنجازات، مثمنًا الدعم اللا محدود الذي تتلقاه هذه الأوقاف من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد -حفظهما الله- ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف، ووزير الشؤون الاجتماعية.