أكد الباحث في علوم الطقس والفلك نزيه الحيزان، أن أجواء المنطقة الشمالية ستشهد موجة من البرد هي الأشد هذا الموسم حتى الأن، تبدأ منتصف الأسبوع.
وأضاف أن المملكة على وشك توديع المربعانية. ومع دخول نجمها الثالث والأخير، تشير نماذج الطقس العددية إلى اندفاع كتلة هوائية باردة جدًّا إلى أجواء المملكة مع منتصف الأسبوع القادم؛ حيث تبدأ بالتأثير على القطاع الشمالي من المملكة وتنخفض معها درجات الحرارة بدرجة كبيرة جدًّا متجاوزة حاجز درجة التجمد انخفاضًا.
وقد تصل درجة الحرارة داخل المدن إلى ما دون 5 درجات تحت الصفر، وفي الأماكن المكشوفة والعالية قد تتجاوز حاجز 7 درجات تحت الصفر المئوي خلال أيام ما بعد منتصف الأسبوع القادم، وتبلغ ذروتها يوم الأربعاء والخميس القادمين، ثم يتسع نطاق هذه الموجة الباردة وتتعمق إلى الداخل لتضفي مزيدًا من الانخفاض في درجات الحرارة على منطقة حائل، وتتقدم مع نهاية الأسبوع القادم وبداية الأسبوع ما بعد القادم نحو منطقة القصيم ومنطقة الرياض. ويترافق هذا التقدم مع تمدد رقعة تغطية هذه الموجة للقطاعين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي من المملكة، وكذلك القطاع الشمالي من المنطقة الشرقية، ثم تتعمق جنوبًا وتفقد كثيرًا من قوتها في هذا التقدم.
وهذه الموجة والهجمة العنيفة من البرد، ناتجة عن تعمق كتل هوائية باردة تؤثر على حوض المتوسط قادمة من مناطق شمال الأطلسي. وبداية تأثير هذه الكتل الهوائية ستكون من يوم السبت على بلاد الشام، مصاحبة لمرور منخفض جوي يجلب الثلوج لتلك المناطق التي قد تمتد إلى أقصى مناطق شمال المملكة وإلى منطقة تبوك في جبل اللوز.
وهنا تجدر الإشارة والتنبيه لأهلنا في منطقة الجوف والحدود الشمالية ومنطقة تبوك من شدة تلك الموجة والصقيع المصاحب لها، خاصةً أنها هي تمر علينا وأبناؤنا يدخلون فترة امتحانات، وفي وقت مبكر صباحًا؛ حين تكون درجات الحرارة دون الصفر المئوي في ساعات الصباح الأولى.
وأهاب “الحيزان” بإدارات التعليم بتلك المناطق، أخذ الاحتياطات اللازمة، وتوفير كل ما يلزم لتهيئة الأجواء المناسبة للطلاب والطالبات، بما في ذلك تأخير وقت الفترة الأولى إلى التاسعة صباحًا بدلاً من الثامنة، كذلك على أصحاب الحلال في المناطق المكشوفة أخذ احتياطاتهم من شدة البرد الذي قد يضر بمواشيهم.
يُذكَر أن هذه الموجة من البرد تترافق مع حالة من عدم الاستقرار الجوي يصاحبها هطول للأمطار في منطقة الجوف والحدود الشمالية ومنطقة تبوك، ويكون تأثيرها على المناطق القريبة من المؤثر العلوي أكبر، وإن كانت سلبية الرياح الشمالية الغربية قد تحد من غزارة وشمول الأمطار.