“فهد الروقي”: دخول المرأة للملاعب الرياضية إهانة وإثارة للغرائز
بأخضر: لو حصل من فتيات “رقص” بالملاعب فلن يمنعهن أحد
اعترض الناقد والمحلل الرياضي فهد الروقي على دخول المرأة للملاعب، وقال: دخول المرأة للملاعب إهانة للمرأة وليس حقاً, فيما قالت الأكاديمية بجامعة أم القرى الدكتورة حياة بأخضر ” لو حصل من فتيات “رقص” بالملاعب فلن يمنعهن أحد”.
وأضاف: ملاعبنا يمارس فيها هدر للكرامة الإنسانية، وغير صالحة للرجال، فضلاً على النساء، فبيئتها غير نظيفة، ولا توجد فيها تجهيزات، ومرافقها بالية، وأيضاً آلية الدخول للملاعب سقيمة، والملاعب كثيراً ما تكون مكتظة ومزدحمة المداخل والمخارج.
وقال “الروقي”: أخشى أن يكون قرار السماح من أجل معالجة العزوف الجماهيري في الملاعب وجذب الشباب.
ولفت “الروقي” إلى أنه لو كان هذا الاحتمال صحيحاً فإن هذا القرار يعد أكبر إساءة للمرأة؛ لأنها استخدمت من أجل إثارة غرائز الشباب.
جاء ذلك في حلقة مثيرة من برنامج “حراك” الذي يقدمه الإعلامي عبدالعزيز قاسم بقناة “فور شباب”، واستضاف فيها كلاً من الدكتور مدني رحيمي، المحلل الرياضي، وفهد الروقي، الكاتب الرياضي، والشيخ سعيد بن مسفر القحطاني، الداعية المعروف، ولينا المعينا، الإعلامية والرياضية، والدكتورة حياة بأخضر، الأكاديمية بجامعة أم القرى، والدكتورة حصة العون، الأكاديمية والمهتمة بالشأن الرياضي.
وقد ناقش الإعلامي عبدالعزيز قاسم مع ضيوفه القرار الأخير الصادر بالسماح للنساء بدخول الملاعب، واضطراب المسؤولين في تأكيده ونفيه.
وفي بداية اللقاء أكد الدكتور مدني رحيمي أن دخول النساء السعوديات للملاعب لا مشكلة فيه، مبيناً أن نساء الجاليات العربية مسموح لهن بالدخول، متسائلاً: ما سبب منع السعوديات؟
وأكد الدكتور “رحيمي” أن عادات المجتمع أخذت في التغير، وأن ما كان محرماً بالأمس أصبح المجتمع أكثر تقبلاً له، مستشهداً بقضية تعليم البنات وممانعات المجتمع لتعليمهن.
وقال مدني رحيمي: “حتى إن كانت لك عادات وتقاليد، فلا تفرض عاداتك وتقاليدك على كل المجتمع، فكثير من أفراد المجتمع لا يرى مانعاً من دخول المرأة للتفرج في الملاعب”.
ومن جهته أكد فهد الروقي أن الجهة المسؤولة عن الإفتاء (هيئة كبار العلماء) لم تفتِ بجواز دخول النساء للملاعب، فضلا على أن العرف الاجتماعي يمنع حضور النساء للملاعب.
وأشار إلى أن مجتمعنا في غالبه قبلي، ويجب أن تحترم عاداته وتقاليده، ولا يصادم في الأعراف التي نشأ عليها.
وأوضح “الروقي” أن كثيراً من الشباب الصغار في السن يتعرضون للتحرش في الملاعب، فكيف إذا دخلت النساء؟
وأوضح أنه يجب عدم الرضوخ للإملاءات الغربية، وأنه لابد من الاعتزاز بديننا وعاداتنا وعدم “الخنوع” للغرب.
وأشار إلى أن اهتمام وسائل الإعلام الغربية بهذه القضية يدل على أن هناك شيئاً يحاك، وأضاف “الروقي” قائلاً: لماذا يهتمون بهذه التوافه؟ هل المرأة السعودية مترفة وليس لديها قضية إلا قيادة السيارات والتفرّج على المباريات؟”.
وختم “الروقي” حديثه بالبرنامج قائلاً: “ما يحدث في رئاسة رعاية الشباب من تناقض يدل على ازدواجية واضطراب في الجهة المسؤولة”.
من جهتها أيدت الإعلامية لينا المعينا دخول النساء للملاعب، مؤكدة أن هذا حق من حقوقها، وأن في المجتمع شرائح غير المطلقات والمعضولات يحق لهن أن يرفهن عن أنفسهن ويجتمعن بعوائلهن في الملاعب أو غيرها.
وأوضحت – في مداخلتها الهاتفية – أنها حضرت مبارايات مع عائلتها بالسعودية إبان تنظيم كأس العالم للشباب.
وعندما وجه لها مقدم البرنامج عبدالعزيز قاسم سؤالاً صريحاً حيال تعرضها لمضايقات أو تحرش، أجابت بالإيجاب وأن الجمهور رمى عليهن قوارير المياه احتجاجاً.
وقالت “لينا” إن نظرة المجتمع الآن تغيرت في قضية حضور النساء، مؤكدة أنها حضرت مباريات قريباً، ولاحظت هذا التغير.
وأضافت قائلة: يجب ألا نمنع النساء من أجل الخوف من تعرضهن للمضايقات، بل يجب أن نحاسب من يتعرض لهن، ولا نمنعهن بسبب سلوك المتحرشين.
وأكدت “لينا” أن الغرب أصبح ينظر إلى الإسلام بنظرة سلبية، بسبب ما يراه من منع المرأة حقوقها في هذه البلاد.
وفي رده على طرح “لينا” قال فهد الروقي إنه ليس علينا متابعة الغرب في كل شيء، وإذا كان بعض الغربيين يرى في الحجاب مشقة وتسلطاً على المرأة فهل علينا أن نستمع لهم؟ مضيفاً أنه ليس في مصادر التشريع الإسلامي الإلزام بمتابعة أقوال الغرب.
وفي جهة أخرى، أبدت الدكتورة حياة بأخضر اعتراضها على السماح للنساء بدخول الملاعب، موضحة أن في ذلك مفاسد كثيرة، منها اختلاط النساء بالرجال في الخروج والدخول من الملاعب، مع ما تشهده من ازدحام كثيف خاصة في المباريات الكبيرة.
وأردفت بأحضر في مداخلتها الهاتفية قائلة إننا نشهد انفلاتاً في الاحتفال باليوم الوطني، فكيف ستحتفل الفتيات بفوز فريقهن المفضل؟!
وكيف سيشجعن ويهتفن وهن مأمورات بخفض الصوت؟!
وكيف سينظرن إلى الرجال وهن مأمورات بغض البصر؟!
وأكدت بأخضر أنه لو حصل من بعض الفتيات “رقص” في الاحتفال أو مخالفات فلن يستطيع أحد منعهن، مضيفة أن كلمة الضوابط الشرعية أصبحت مطاطة وتستخدم ضد مقاصد الدين.
وقبل أن تختم د. بأخضر مداخلتها تداخل معها الدكتور مدني رحيمي معترضاً على حديثها بقوله إن النبي – صلى عليه وسلم – سابق عائشة فلماذا تمنعون المرأة؟ وكذلك رؤية عائشة للعب الحبشة بالحراب.
وفي ردها على “رحيمي” أكدت بأخضر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سابق عائشة بعد أن صرف الرجال، أما لعب الحبشة فهو لعب حرب بالحراب.
مشيرة إلى أن المرأة مأمورة بخفض الصوت، وإن تحدثت تحدثت بالمعروف، كما قال تعالى: “وقلن قولاً معروفا”، فهل رفع الصوت في الملعب من القول المعروف؟!
ومن ناحية أخرى، أوضح الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني أن دخول النساء للملاعب لا يجوز، وفيه مفاسد كثيرة، ولا مصلحة في دخول المرأة الملعب.
وطالب الشيخ سعيد بن مسفر المسؤولين بعدم السماح بهذا الأمر، وأضاف قائلاً: “لا مساومة على ديننا وأعراضنا.. ودخول النساء للملاعب لا مصلحة فيه، بل فيه مفاسد”.
وفي ردِّه على الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني قال الدكتور مدني رحيمي إن العلماء أجازوا للمرأة اللعب بالفروسية، وأصبحت المرأة تشارك بالأولمبياد وبالفروسية، فلماذا يمنعونها من التفرج على المباريات؟!
ولكن الشيخ سعيد بن مسفر أكد أن ذلك حصل بخلاف رغبة العلماء، موضحاً أن فتاوى العلماء معروفة في هذا الشأن.
وفي مداخلتها الهاتفية أكدت سيدة الأعمال حصة العون عدم تأييدها لدخول النساء للملاعب، مؤكدة على أن بيئة الملاعب غير صالحة لدخول النساء.
قبل أن يقاطعها الإعلامي عبدالعزيز قاسم ويعرض عليها تقريراً صحفياً يفيد بأنها كانت من المؤيدات للدخول للملاعب.
فأجابته الدكتورة “العون” قائلة إن صحيفة الشرق الأوسط بترت كلامها، وأنها تؤيد دخول النساء للملاعب في حالة وجود البيئة المناسبة في الملاعب.