تكشفت لـ”مصادر” تفاصيل الأزمة المالية وأزمة الاستقالات التي يشهدها مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة، حيث حصلت الصحيفة على وثائق تؤكد أن توقعات بإعادة تقييم رواتب قيادات بالمركز كانت السبب الأبرز وراء هذه الاستقالات، حيث إنها وصلت إلى ١٥٠ ألف ريال، كما وصلت رواتب بعض السكرتارية إلى ٣٠ ألف ريال، فيما تصل الرواتب الشهرية إلى أكثر من ٣ ملايين ريال.
وتفصيلاً تشير المعلومات إلى أن أبرز الإشكاليات التي تواجه المركز، تكمن في الرواتب الخيالية التي كانت تتسلّمها القوى العاملة، والتي تجاوزت رواتب كبار المسؤولين الحكوميين في مختلف القطاعات، حيث وصلت رواتب رؤساء بعض المنصات في المركز إلى ١٥٠ ألف ريال، بخلاف ما يصرف من انتدابات وغيرها، كما وصلت رواتب بعض السكرتارية إلى ٣٠ ألف ريال، وهي الرواتب التي تصرف عن طريق شركات تم التعاقد معها بعقود كبيرة، إضافة للانتدابات والبدلات، حيث تصل الرواتب الشهرية إلى أكثر من ٣ ملايين ريال.
وتوقعت المصادر أن موجة الاستقالات التي ظهرت أخيراً تعود لعدة أسباب من بينها توقعات إعادة تقييم هذه الرواتب، بعد تعيين الوزير الجديد، إضافة إلى التوجه إلى نقل مقر المركز إلى العاصمة الرياض إضافة لإسناد مهمة الإشراف على المركز لوكيل وزارة الصحة، وتعيين مديري عموم لرئاسة منصات المركز.
يُذكر أن المركز تم إنشاؤه في شهر شعبان العام الماضي لحماية المجتمع ورفع درجة التأهب لأي تحديات صحية في المستقبل، وقد أبدى وزير الصحة د/ محمد آل هيازع اهتماماً كبيراً بالمركز، ووجّه باستمرارية عمله، ونقله لديوان الوزارة بالرياض؛ ليكون قريباً من قيادات الوزارة والذين تم ضمهم ليكونوا أعضاء في المركز، إضافة إلى أعضاء من كل القطاعات الصحية الأخرى، وأعضاء دائمين من منظمة الصحة العالمية ومركز التحكم في الأمراض في أمريكا، كما تم دعمه بكل الاحتياجات المادية والمعنوية لإنجاز المهام المنوطة به.
وتعتزم الوزارة إنشاء فروع له مستقبلاً في عدد من مناطق المملكة، حيث يعمل المركز على رصد المخاوف الصحية المتنامية في المملكة العربية السعودية في وقتها الأصلي، وضمان إدارة التحديات الصحية عبر اتباع نهج شامل ومنظم، ويضم مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة أطباء وعلماء وباحثين وخبراء الرعاية الصحية والتخطيط لحالات الطوارئ. وجرى تطوير المركز، بالتعاون مع خبراء عالميين ومنظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية، ووكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.