هو عسكري محترف، عرف كيف يتحول شيئاً فشيئاً إلى القيادة العسكرية، ليشارك في تطوير القوات السعودية، عمل بصمت وكجندي مجهول في صفوف القوات السعودية، لم يبق شبر من حدودها ومواقعها العسكرية إلا وزاره، وعندما مس الحدود اعتداء؛ كان أول المرابطين في ميدان الحرب، قائداً وموجهاً وجندياً مخلصًا لوطنه.
إنه الأمير خالد بن بندر الذي عُرف عنه الدقة والانضباط والحزم، وغيرها من صفات القائد، والتي يشهد بها كل من تعامل معه عسكريًا ومدنيًّاً داخل الثكنات العسكرية وخارجها.
استمر يرتدي الزى العسكري الذي عشقه منذ رتبة “ملازم” حتى رتبة “فريق ركن” في القوات السعودية، واهبًا روحه فداء للوطن، فقد علمته المؤسسة العسكرية الانضباط والإنجاز، فأخذ يطبقها في واقعه العملي؛ مما جعله نموذجًا فريدًا في مواجهة الأزمات المزمنة والمشكلات الطارئة.
ولثقة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيه، عينه أميرًا لمنطقة الرياض ليرتدي الزى الملكي بدلاً من البدلة العسكرية ممارساً العمل الإداري لمدة 14 شهراً، ألبس فيها العاصمة الرياض ثوباً جديداً من التقدم، وهو ما لمسه سكان العاصمة التي اختلفت إدارياً وخدميًا في الأشهر التي تولى فيها قيادة إمارة الرياض، يرافقه أميرها حالياً الأمير تركي، واللذان كانا لا يفترقان في عملهما.
بعد تلك الأشهر الأربعة عشر، رأى فيه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد “الكاريزما” التي تؤهله لمنصب نائب وزير الدفاع، والذي لم يطل بقاؤه فيه لتنقله تلك الثقة الملكية إلي جهاز الاستخبارات السعودية، حيث امتزجت فيها تلك الكاريزما بالطيبة والتواضع والاندماج في المجتمع.
وقلما يغيب الأمير خالد بن بندر عن المشاركات المحلية والخارجية، فلحضوره نكهة خاصة وإطلالة مميزة ممزوجة بابتسامة هادئة.
تسلم حقيبة الاستخبارات العامة ليكون الرئيس الذي يحمل الرقم (9) في مسيرتها بالسعودية، فوظف خبرته ودراسته وفكره ووطنيته ودافعيته، وأسس فيها منظومة عمل انعكست إيجاباً في هذا المجال المهم في عالم مليء بالتفاصيل الدقيقة التي لا تنجز إلا بالعمل الدؤوب.
سجله العسكري الحافل ونجاحه الإداري والملكي كان دافعاً لأن يحقق، وفي فترة وجيزة، إنجازات كبيرة، وأثبتت تجربته في الرياض أن هذا التدوير السريع من الحياة العسكرية إلى المدنية، ثم العودة للعسكرية مرة أخرى والاستخبارتية، لا يستطيع أن يتصدى له سوى هذا الأمير الانضباطي خالد بن بندر، الذي جاءت به التحديات العسكرية والأمنية نائبًا لوزير الدفاع، ثم رئيساً للاستخبارات العامة.
يذكر أن الأمير خالد بن بندر تخرج في أكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية ببريطانيا، وبعدها خدمَ في القوات البرية الملكية، وتم تعيينه برتبة “ملازم ثان” بمعهد سلاح المدرعات.
وعمل في الكتيبة الأولى باللواء المدرع الرابع، ثم ضابط عمليات في قيادة سلاح المدرعات، قبل أن يترقى مساعداً لقائد سلاح المدرعات لمدة عامين، وتمت ترقيته إلى رتبة “لواء ركن” في 1/5/1418هـ، وعين قائدًا لسلاح المدرعات، ثم نائبًا لقائد القوات البرية.
صدر أمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، القائد الأعلى لكل القوات العسكرية، بتاريخ 17/6/1432هـ الموافق لـ20/5/2013، بترقيته إلى رتبة “فريق ركن”، وتعيينه قائدًا للقوات البرية.
وصدر أمر من خادم الحرمين الشريفين بتاريخ 4/4/1434هـ الموافق لـ14/2/2013 بتعيينه أميرًا لمنطقة الرياض بمرتبة وزير.
وصدر أمر من خادم الحرمين الشريفين بتاريخ 15/7/1434هـ الموافق لـ14/5/2014 بإعفائه من منصبه كأمير لمنطقة الرياض، وتعيينه نائباً لوزير الدفاع برتبة وزير.
قررت إمارة الرياض بقيادة أميرها الأمير تركي بن عبدالله اليوم الأربعاء تكريم الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض السابق، ورئيس الاستخبارات العامة؛ وفاءً وعرفاناً وحباً وتقديراً لما بذله لمنطقة الرياض رغم الفترة القصيرة التي تولى فيها إمارتها، كيف ولا والأمير تركي هو من قال عنه: “إني خلال الأربعة عشر شهراً الماضية التي قضيتها نائباً لكم تعلمت فيها ما يوازي ما تعلمته طوال حياتي العملية السابقة”.