رغم إخضاعه لأكثر من 183 مرة للتعذيب عبر إيهامه بالغرق وغيرها، إلا أنه كان الوحيد من بين المعتقلين الذي تمكن من إفشال نظام الاستجواب لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” الذي يخضع له المتهمون للحصول على اعترافات أو معلومات من المتهمين، وتجاوزه، دون إعطائه أية معلومات ذات قيمة.
إنه “خالد شيخ محمد” الذي أكدت الوكالة الاستخباراتية في السابق أنه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، والذي استطاع عبر الاعتراف بمعلومات مغلوطة، والتراجع عنها، قهرَ مسؤولي أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم.
وأشارت التقارير التي قدمتها “سي آي إيه” للمسؤولين إلى أن تقنيات “الاستجواب المشدد” التي تتضمن عمليات إيهام بالإغراق نجحت في انتزاع معلومات من شيخ محمد، ولكن المقابلة التي أجراها المفتش العام لـCIA مع المحققين المشرفين على الاستجواب أعطت صورة مغايرة تمامًا. بحسب موقع “سي إن إن”.
وورد في نص المقابلة مع المحققين أن شيخ محمد “كان يكره كثيرًا تقنية الإيهام بالإغراق، ولكنه تمكن من إيجاد وسيلة للتغلب عليها، والتعامل معها”.
معلومات مغلوطة
وتنقل المقابلة عن أحد المحققين قوله، إن شيخ محمد “تغلب على نظام الاستجواب وقهره”، مضيفًا أن القيادي المتشدد في تنظيم القاعدة كان يتفاعل بشكل أفضل مع أساليب الاستجواب غير العدائية.
وعلى غرار سواه من السجناء؛ كان شيخ محمد يُدلي بمعلومات عند تعذيبه، ولكنه سرعان ما يتراجع عنها بعد توقف التعذيب، كما كان يقدم معلومات مغلوطة، كتلك التي أدلى بها في إحدى المرات حول مخطط لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، والتي قالت CIA عنها إنها “مفبركة”.