قامت أمانة العاصمة المقدسة، اليوم الثلاثاء، بإزالة النفايات بكدي “حارة الدعود” والمسفلة “طلعة الوزان”؛ استجابة للأهالي الذين شكوا وجودها عند مداخل الحي وأمام المنازل.
كانت “أحد المصادر” قد نشرت السبت الماضي معاناة وصرخات الأهالي بعنوان: شاهد واصطدم.. “جبال النفايات” تلوث ثوب أطهر بقعة على وجه الأرض.
مشاهدات وتعليقات
ورصدت مشاهدات “أحد المصادر”، في حينها، تعليقات الأهالي المتضررين، حول اصطفاف أكوام النفايات على مداخل ومخارج معظم أحياء العاصمة المقدسة، ولسان حال من يشاهدها يقول هذه متاريس تحمي حاراتنا من هجوم الأعداء، لكن الواقع المرير كان يحكي فصولاً من تهاون واستهتار تعرّضهم وأبنائهم لمخاطر الأمراض الوبائية التي حذر منها الأطباء .
وحمّل عمدة كدي السابق عطاوي الندوي، في حينها، كلاً من أمانة العاصمة المقدسة وشركة النظافة مسؤولية تكدس النفايات لأكثر من شهر، ووصف الحالة التي يعيشها أهالي الحي الذي تخطى أكثر من عشرة آلاف نسمة وتدهور الوضع بأن الحي بات منكوباً؛ بسبب أكوام النفايات أمام المنازل، وإغلاق مداخل الحي؛ بسبب النفايات التي لا تتحمل الشوارع جبالها.
حالة مزمنة
وقال المواطنون: “أصبنا بإحباط ويأس من كثرة الاتصال بطوارئ أمانة العاصمة المقدسة، وضاقت بنا الحلول ولم نعد نصدق وعود الأمانة بإنهاء ظاهرة تكدس النفايات، ولم نشاهد اهتماماً أو وقوفاً على أرض الواقع ورفع الضرر عن قاطني الحي، وتزيد المعاناة على كبار السن والعجزة الذين يحتاجون إلى هواء نقي، ولكن حُرموا منه في ظلّ الوباء المحيط بمنازلنا”، مشيرين إلى اختلاط مياه الصرف الصحى بالنفايات، مهدداً بكارثة صحية لأبنائهم.
وبيّنوا قائلين: “شهر ونصف وعمال النظافة متوقفون عن رفع النفايات، ولا يتجاوز عددهم 3 عمال، ويأتون للموقع ويجلسون في الشوارع حتى ينتهي دوامهم ثم يعودون أدراجهم، ويساومون المواطنين لدفع مبلغ لرفع النفايات”.
وأوضحوا أنهم اتصلوا بمراقبي الأمانة واشتكوا -في حينها- عدم تواجد عمال النظافة في الحي لرفع النفايات، ولكن جاءت الإجابة بأن العمال في الحي للقيام بعملهم، مشيرين، في حينها، إلى أن الواقع الذين يشاهدونه أصبح مقززاً، ولا يرضى المسلمون أن يروا أطهر بقعة على وجه الأرض بمشاهد لا تسرّ الناظرين.
وأوضح أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى نائب رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية والبيئة بالاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور فهد عبدالكريم علي تركستاني، في تقرير – أن تكدس أكوام النفايات المنزلية خطر كبير على صحة الإنسان وبيئته، وأضاف: “هناك الأمراض التعفنية الناتجة من النفايات المنزلية إذا تعرضت للرطوبة والأمطار تكون بيئة خصبة لنمو الكثير من البكتيريا والفيروسات التي تسبب الكوليرا (الهيضة) – التيفويد – الحمى الصفراء – الطاعون – الملاريا – التهاب الكبد b و c – السل”.
“الأمانة” تُسارع
وأشاد الأهالي بسرعة استجابة أمانة العاصمة المقدسة مع التقرير الذي نشرته “أحد المصادر”، ورصدت فيه نتائج جولتها في الحي، مشيرين إلى أن الأمانة سارعت بتوفير العمالة والآليات والمعدات اللازمة لإزالة النفايات.
المتابعة والحرص
وطلب الأهالي من الأمانة متابعة نظافة الحي، ورصد المخالفات التي تتمثل في عدم وجود عمال نظافة، وإهمال تعقيم المكان الذي تكدست به النفايات أكثر من شهر.
وأوضح المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني، أن الأمانة حريصة على تلبية احتياجات المواطن، وسرعة التجاوب مع الشكاوى.