ليس هناك ما يلزم الفنان المسرحي بالانضمام إلى جمعية المسرحيين السعوديين، والأسباب كما قال كثير من الفنانين أنّها لا تقدم لا ورش عمل ولا دعمًا للمسرحيين، بل وشنَّ كثير منهم حملات هجومية ضد رئيسها أحمد الهذيل الذي التقته “عاجل” ليقدِّم وجهة نظره حول الهجوم على الجمعية، والتفاصيل في هذا الحوار.
– كم عدد الفرق والأعضاء المنتسبين إلى جمعية المسرحيين السعوديين؟
حتّى الآن 25 فرقة، و575 عضوًا.
– كيف ترى الحركة المسرحية في المملكة العربية السعودية؟
كان لدينا مسرح منذ 35 عامًا، وانحصر هذا النشاط مؤخرًا، حين تحول الفن إلى تجارة تشوهه، وأصبح مجرد “تهريج”، أمَّا الآن فلا يوجد البناء الدرامي المسرحي الأكاديمي في السعودية، ولم أجد مسرحية واحدة تستحق أن أتابعها مؤخرا، وهذا باختصار.
– ما الأسباب؟
تحول كثير من الفنانين إلى منتجين، وكاتب النص المسرحي لدينا ليس متخصص في الكتابة المسرحية، عملية صياغة الأفكار تحتاج إلى فنان ماهر يعرف جيدًا الطريق المنهجي للفكرة وبنائها وشخوصها، أمَّا الآن فلا أجد هذا البناء الدرامي الذي يعتبر حاجة مهمة للبناء المسرحي ليحاكي الواقع بطرحه، والأمر نفسه بالنسبة للمخرج، كلها اجتهادات، حتى الذين درسوا أكاديميًّا لم تتح لهم الفرصة لممارسة هذا الدور بصورة أكثر فعالية، فإذا لم توجد البيئة المناسبة للإنسان المبدع فلا يمكن أن يقدم إبداعا حقيقيا، فالمسرح عمل جماعي إبداعي لم يجد أحدا يدعمه.
– إلى أي المدارس المسرحية ينتمي أحمد الهذيل؟
المدرسة الواقعية في المسرح وفي الحياة أيضًا.
– كيف واجهت مرض السرطان في الوقت الذي يجهل فيه كثير من أصدقائك إصابتك بهذا المرض؟
عندما أتحدث عن هذا الجانب، فمن الممكن أن تكون تجربة محفزة للآخرين، ولابد أن نؤمن أن كل شيء من رب العالمين، والسرطان استوعبت أنه ابتلاء من رب العالمين، وحين رآني أحد الاستشاريين الكبار رآني أضحك، فابتسم متعجبًا وقال لي: “هذه أول مرة أرى مريض سرطان بهذه الروح الجميلة”، أنا أومن بأن علاقة الإنسان بالله هي التي تؤثر على جميع حياته، وأنا الآن أعيش في أحسن حالاتي.
– ماذا تقول لمن يطالبك بالاستقالة، متهما إياك بتعطيل الجمعية؟
لو استقلت، فلن يجد المسرحيون من يخدمهم، أنا أعمل رئيس مجلس إدارة وإداري وفراش ومدير، ولا تعنيني الشكليات في خدمة أبناء بلدي في ظل غياب الدعم المالي من الجهة المنشئة لهذا التّكوين، وبالتالي فقدت الجمعية قيمتها المعنوية، وثقة المسرحيين المنتسبين إليها، كونها لا تقدّم لهم أي نوع من الدعم الذي يتطلّعون إليه، علمًا أن البعض يحمّلون ظلمًا مجلس الإدارة الحالي هذا التقصير الذي فُرض عليه، متناسين أنَّه عندما كان هذا المجلس يملك الموارد المالية لم يقصّر، وقدّم ما يمكن تقديمه من نشاطات، وبالتالي أحب أن أؤكد على هذا الجانب إداريًّا، بأنّه حتّى وإن جاء مجلس إدارة آخر، في ظل هذه الظروف القائمة، فإنه لن يستطيع أن يغيّر من الوضع شيئًا.
– وكيف ترى الحلول التي تقترحها؟
الحلول مرهونة بموقف إيجابي تقوم به وزارة الثقافة والإعلام، إما بدعم جمعية المسرحيين السعوديين ماليًّا والإشراف على عقد جمعية عمومية لاختيار مجلس إدارة جديد، يمكنه القيام بأداء الأهداف التي كوّنت من أجلها، أو إلغائها، وعدم تعليق المسرحيين بكيان على الورق فقط.
– نعلم، أن ليس هناك مقر للجمعية، فكيف تدير شؤونها؟
لم يعيقنا عدم توفر المقر من أداء عملنا، فبفضل الروح التي تجمع أعضاء مجلس الإدارة والتفاهم المشترك، تغلّبنا على ظروفنا، وبالرغم من بعض الصعوبات التي نشأت بعد استقالة بعض أعضاء مجلس الإدارة، فإن عمل الجمعية لم يتوقّف، ولكون أعضاء مجلس الإدارة يُقيمون في مناطق أخرى، ولا يوجد سوى الرئيس بالعاصمة الرياض، المقر الرئيسي المفترض للجمعية، فقد أصبحت المسؤولية مضاعفة على الرئيس للقيام بمعظم الأدوار، لعدم وجود البديل، علمًا أن الجمعية تُدار تطوّعًا من الرئيس وبقية الأعضاء، ولا يتلقّى أيٌّ منهم مرتّبات أو مكافآت شهرية، والجمعية لا تزال تدار من منزل رئيس مجلس إدارة الجمعية، وما زال عدد الفرق المسرحية التي تسجّل بالجمعية والحصول على تصاريح لممارسة العمل المسرحي بشكل نظامي بازدياد، وكذلك الأعضاء حيث بلغ عدد الفرق حتّى الآن 25 فرقة وعدد الأعضاء 575 وفي الطريق حوالي 5 فرق بأعضائها الـ60 ستّين عضوًا وليصبح عدد الفرق 30 ثلاثين فرقة وعدد الأعضاء 635 عضوا.
– وماذا عن أعمالك الدرامية الأخرى، ومسيرتك الفنية؟
استمر نشاطي الإعلامي المتواصل بحدود عشرة أعوام ما بين أروقة الإذاعة والتلفزيون، ممثّلا ومشاركا في تقديم البرامج، وفي منتصف العام 1394هجرية، شاركت في أول عمل مسرحي جماهيري أنتجه تلفزيون الرياض في مسرحية “طبيب بالمشعاب” المعدة عن مسرحية موليير “طبيب رغم أنفه”، حيث سافرت في نهاية العام مبتعثا من قبل وزارة الإعلام إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث درست المسرح، وحصلت على درجة البكالوريوس نهاية عام 1980 عدت بعدها إلى المملكة موظفا في قطاع التلفزيون، ولم يمنعني ذلك من ممارسة نشاطي الفني، حيث شاركت في عمل مسرحي بعد العودة من البعثة وكان ذلك في عام 1983، وتوالت مشاركاتي في الكثير من المسلسلات والسهرات الدرامية التلفزيونية، وقد توقّفت عن المشاركة منذ سبع سنوات لعدم قناعتي بما يعرض علي من نصوص.
– أنت حاليا في مرحلة التقاعد الوظيفي، هل استفدت من هذا التقاعد من أجل فنك؟
بكل تأكيد استفدت من مرحلة التقاعد بالحصول على حرّيتي الكاملة، والتواصل والاحتكاك مع الآخرين في مجال المسرح في الداخل وفي الخارج وأصبح لي دور فاعل في الحراك المسرحي داخل بلادي وخارجها، وأحمدُ الله على هذه الحريّة.
– كيف ترى المرأة السعودية حين تصعد على المسرح، أو تظهر على شاشة السينما؟
المرأة السعودية ظهرت على الشاشة الفضّية قبل 46 عامًا كممثلة، ولا تزال، وفي السينما حاليًّا، أمَّا المسرح فهي موجودة في كل المهن المتعلقة بالمسرح ولكن بخصوصيتّها التي يفرضها المجتمع والعادات والأعراف والتقاليد مع جنسها وعلى خشبتها الخاصة، ولم يكتب لها الوقوف مع الرجل على خشية المسرح حتى هذه اللحظة نتيجة المحظورات التي تم ذكرها.