فجَّر الأمير خالد بن طلال عضو شرف نادي الهلال، مفاجأةً مدويةً، عندما اعترف بأن الإعلام الرياضي الهلالي، من كُتّاب ونقادٍ رياضيين هُم سبب ردة الفعل العكسية على النادي من قِبل جماهير الأندية الأخرى من مبالغتهم وتمجيدهم الزائد لنادي الهلال.
جاء ذلك في ردِّه على سؤال الإعلامي عبد العزيز قاسم، عن اتهام بعض المنتسبين للوسط الرياضي، الإعلام الهلالي وجماهيره هم مًن سبَّب هذا الاحتقان والتعصُّب، وإن ما يحصل من الأندية الأخرى ما هو إلا ردة فعل طبيعية، قال سمو الأمير: إن الإعلام الهلالي فعلاً يزيد في تمجيد وحب الهلال لدرجة أنه قد يسبّب ردة فعل سلبية من جماهير الأندية الأخرى لتكره الهلال، لكن هناك أيضاً جهات أخرى تقوم بتغذية التعصُّب والكراهية والتحريض في الوسط الرياضي.
وأكّد الأمير خالد بن طلال – في مداخلةٍ صريحةٍ له ببرنامج “حراك”، أن التعصُّب الرياضي يستخدمه بعض السياسيين لأغراض أخرى، ولا يسعون إلى إيقافها ويتركونها تسير إلى الخط الأحمر لمصالح أخرى.
وأضاف: أقول هذه النقطة لأُبرئ ذمتي، وقد أتى بعض الكُتّاب غير العاملين في المجال الرياضي ليكتبوا فيه عن الأمراء بكل أريحية.
جاء ذلك ببرنامج “حراك”، الذي يقدّمه الإعلامي عبد العزيز قاسم، في حلقةٍ حملت عنوان “التعصُّب وإخفاق المنتخب السعودي”، باستضافة محمد البكر: نائب رئيس تحرير صحيفة “اليوم”، والمعلق الرياضي السابق، ومداخلة هاتفية من: الأمير خالد بن طلال، عضو شرف نادي الهلال، والكاتبة حصة العون: عضو شرف النادي الأهلي، وخالد دراج: الإعلامي الرياضي.
وأشار الأمير خالد بن طلال، إلى أننا نحتاج إلى وقاية من التعصُّب الرياضي، كي لا يصل الأمر إلى ما وصل إليه في بعض البلدان الأخرى، وأضاف: نحن الآن في بداية الشرارة وقد زادت إلى أن بلغت ذروتها في مباراة الهلال وسيدني.
وأكّد الأمير خالد، أن العنصرية والتعصُّب القبلي والمناطقي موجودة لدينا في عاداتنا وتقاليدنا من الجاهلية، حتى بعد الإسلام؛ وإن كان قد خمدت في الفترة الأخيرة؛ إلا أن بعض الرموز الرياضيين قاموا بإشعالها أخيراً.
وقال الأمير خالد بن طلال: ثمة رموز رياضيين أصبحت لهم متابعاتٌ من الجماهير، والتأثير والمتابعة ناتجتان من حبٍّ مفرطٍ أو كُرهٍ مفرطٍ، والمسألة الحساسة أنه أصبح لديهم تأثيرٌ خطيرٌ في الشباب.
وأضاف: إن الأمر تعدّى التعصُّب الى الحقد والكراهية؛ واصفاً ما يحدث بأنه “إرهاب رياضي”.
وطالب الأمير بإيقاف أيِّ شخصٍ يُثير الفتنة والعنصرية والتعصُّب بين الأندية والأشخاص من التحدث في الإعلام حتى مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقد سموه اللاعب السابق والمحلل الرياضي فهد الهريفي، على تمنيه عدم فوز الهلال على فريق سيدني الأسترالي.
وأوضح الأمير خالد، أن معالجة هذه الآفة لا بد أن تكون بمعاقبة الأشخاص المتعصبين من مختلف الأندية، وسواء كان العقاب بأثر رجعي أو دونه.. مشيراً إلى أنها ستكون ضربة قوية في وجه المتعصبين.
وأضاف من الحلول: تكوين لجنة من جهات عدة، مثل وزارة العدل، ووزارة الإعلام، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ويتم التحذير في المرتين الأولى والثانية، وفي حال استمر يتم إيقافه نهائياً.
ولفت إلى أنه في حال سن قوانين يجب مراعاة الحق العام في حال تنازل المدعي، لأن القضية أصبحت قضية رأي عام، لا كما حصل في قضية رئيس الهلال والكاتب محمد شنوان العنزي.
من جهته، أشار المعلق الرياضي السابق محمد البكر، إلى أننا لم نصل في التعصُّب الرياضي الى ما وصلت إليه بعض الدول في العالم.
وأضاف: في بعض دول العالم، ومنها العربية، هناك حالات قتل وإصابات خطرة ناتجة من التعصُّب الرياضي، وفي المملكة لم نصل إلى ما وصلوا إليه، لكننا في بداياته.
وأشار إلى أن مظاهر التعصُّب الرياضي تبدأ من حرق أعلام الفريق المنافس، وسب الجماهير وقذفها، ومن ثَم الدعاء على الفريق المنافس إلى أن تصل إلى حرق المتاجر وحالات القتل.
وقال البكر: نقف على حدود التعصُّب الرياضي، وإذا استمر الحال على ما هو عليه فسنمضي بقوة فيه.
وأضاف: في الفترة الأخيرة ظهرت أسماء – مع الأسف الشديد – ليس لها أيُّ خبرةٍ ولم تصل إلى مرحلة النضج، حتى تقدّر خطورة ومسؤولية ما تقول على المجتمع، ولذلك فإعطاؤهم كل هذه المساحة الكبيرة أمرٌ خطيرٌ جداً، ويحتاج إلى علاجٍ وليس عقوبةً فقط.
وانتقد البكر بعض الإعلاميين لأخذهم الرشا، مضيفاً: بعضهم غير منزهٍ وهو بشر مثله مثل غيره، وفي كل بلد هناك صحفيون وإعلاميون يقبلون بالرشا ويعملون وفق أجندة خاصة.
وقال البكر: إن البرامج التلفزيونية تراهن على أشخاص مَن يصرخ أكثر؟ مَن يحقن الشارع أكثر؟ مَن يسهم في التعصُّب أكثر؟ وبعض البرامج الرياضية عبارة عمّا يطلبه الجمهور!!!
وأضاف: البرامج الرياضية في أغلبها لمشجعين رياضين وليسوا نقاداً.
وأشار إلى أن بعض رؤساء الأندية يبحثون عن الشهرة وكيفية الاستفادة من المنصب، وبعض رؤساء الأندية يشتري ذمم الصحفيين، ويمارسون أنواعاً مختلفة من الفساد وشتم الصحفيين.
وأكّد أن السبب الرئيس للتعصُّب هو القنوات التلفزيونية، والصحافة بتجاوزاتها، ورؤساء الأندية، مطالباً بمنع القنوات المغذية للتعصُّب من البث في المملكة.
من جهته، أكّد الإعلامي خالد دراج، أننا خرجنا في المجتمع السعودي عن المفهوم الصحيح للرياضة، وأننا نعيش الآن أسوأ فترة في تاريخ الرياضة السعودية.
وأشار إلى أن الضحية الفعلية لما يحدث حالياً هو المشجع الرياضي؛ الذي يُحقن يومياً من جهات عدة.
وأضاف: متى ما شعر المشجع بالعدل في اتخاذ القرار وتطبيق النظام؛ فلن يكون هناك احتقانٌ بين الجماهير.
واتهم دراج، الجهات المسؤولة والمنظمة للرياضة بعدم العدل والموضوعية.
وأضاف: إحدى مشكلاتنا وجود الشخصيات النافذة في المجتمع الرياضي.
وأوضح دراج، أن هناك شخصيات قدّمت خدمات جليلة للمجتمع الرياضي، وشاركت في بنائه وتأسيسه، لكن بالمقابل كرّست التعصُّب، وعكّرت المناخ الرياضي، وشاركت في الاحتقان بين الجماهير.
واتهم دراج الإعلام بأنه يسهم بشكلٍ كبيرٍ جداً في تكريس التعصُّب، وتوسيع الفجوة؛ حتى تمرير الجانب اللا أخلاقي.
وقال: وزارة الثقافة والإعلام لم تعدل في تطبيق بعض الأنظمة على الصحف والقنوات بشكلٍ عادلٍ، وهي تكيل بمكاييل مختلفة.
وأضاف: انسحبت من لجنة الإعلام الرياضي بسبب تشكيل اللجنة بشكلٍ عشوائي وانتقائي.
واتهم دراج، أعضاء شرف الأندية ورؤسائها بأنهم السبب الأول في تغذية التعصُّب.
من جهتها، قالت حصة العون، إن الجماهير تُستخدَم كوقودٍ لنشر التعصُّب، والمعارك اللفظية والأخلاقية؛ ما أثّر فينا وفي المنتخب السعودي بنتيجة سلبية.
وأضافت: أشكر الأمير خالد بن طلال، على صراحته وكلامه المنطقي والواقعي، وأتمنى من البعض الآخرين أن يحذوا حذوه نحو خطابٍ رياضي واعٍ.
وأوضحت العون، أننا ظهرنا أمام دول الخليج بشكلٍ لا يليق بالمملكة العربية السعودية؛ بسبب التعنصر والتعصُّب للأندية، وهذه فضيحة وعيبٌ علينا أجمعين.
ولفتت إلى أنه من المُفترض أن تتحوّل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إلى وزارة ذات أفقٍ أوسع تحتضن الجماهير الرياضية ببرامج ثقافية واجتماعية وندوات متنوعة.
لمشاهدة الحلقة: