قالت الخادمة الكينية “آن نجري” إنها كادت تهلك لولا أن ضباط شرطة المملكة قاموا بنقلها فور عثورهم عليها في أحد شوارع الرياض وهي فاقدة الوعي، إثر ما تعرضت له من ضرب على يد مسؤولي مكتب التوظيف الكيني، وقاموا بنقلها للعلاج بأحد المستشفيات العامة.
وذكرت صحيفة “ذا ستار” الكينية للوقوف على ما تتعرض له الكينيات الراغبات في العمل خارج بلادهن من أجل إعالة أسرهن الفقيرة من اضطهاد، التقت الصحيفة بالسيدة “آن نجري” (27 عاما) التي ذهبت للعمل في المملكة لتحسين وضع عائلتها المادي.
وأكدت “آن نجري” للصحيفة أنها مكثت في المملكة شهرين لاقت خلالهما من مكتب التوظيف الكيني في المملكة ما لم تلقه في حياتها كلها.
وأضافت أن طبيب المستشفى العام الذي كانت تعالج فيه أحسن معاملتها وعندما علم برغبتها في العودة إلى أهلها ساعدها على تحقيق ذلك عن طريق تقديم طلب لقسم الشرطة بضرورة تحويلها للمحكمة من أجل استصدار أمر بترحيلها لبلادها.
وتابعت أنها لم تتصور يومًا أن تتم إجراءات ترحيلها بهذه السرعة والسهولة، فبمجرد أن أصدرت المحكمة قرارًا بالسماح لها بالعودة لبلادها لم تمكث “آن” بقسم شرطة المملكة إلا ليلة واحدة وفي اليوم التالي أطلقت الشرطة سراحها وأعطوها تذكرة طيران مدفوعة الأجر لتعود بها لكينيا.
وعبرت “آن” عن مشاعرها قائلة، “لقد اعتقدت للوهلة الأولى أني أحلم عندما رأيت التذكرة في يدي، لقد قامت الشرطة كذلك بتوصيلي للمطار وأعطوني جميع أغراضي قبل السفر”.. “لقد ظللت خائفة من أن يحدث شيء يحيل بيني وبين العودة لبلادي إلى أن أقلعت الطائرة. عندها فقط شعرت أني نجوت.”
وبحسب ما روته “آن” فإن مسؤولي مكتب العمل الكيني الذي ساعدها على السفر للمملكة أساؤوا معاملتها للغاية فقد جعلوها تمكث في مقر مكتب التوظيف في المملكة سبعة أيام كاملة قبل أن يحددوا لها العائلة السعودية التي ستقوم بخدمتها.
وأفادت أن مخدومها بدا متفهما لعدم رغبتها في العمل عنده بعد مرور ثلاثة أسابيع على مكثها في منزل عائلة المخدوم السعودي، وقالت إنه أجهدها العمل عند العائلة السعودية التي كانت تعمل لديهم كثيرا إذ كان بيتهم مكونا من أكثر من 16 غرفة ولكنها كانت محظوظة بأن سمح لها مخدومها بالعودة لبلادها.
وروت “آن” أن معاناتها الحقيقية بدأت عندما ذهبت لمكتب التوظيف الذي جاءت للمملكة من خلالة لمطالبتهم بمساعدتها على العودة لبلادها وأنها لا تريد أن تعمل في المملكة، عندها حاول مسؤولو المكتب أن يثنوها عن رأيها وإقناعها بأن تحاول العمل لدى عائلة سعودية أخرى.
ولما يئسوا من إقناعها، قاموا بحبسها في غرفة في مكان مهجور، حيث قاموا بضربها وصادروا هاتفها المحمول حتى لا تتمكن من الاستغاثة بأحد إلا إنها تمكنت من الهرب عندما حاولوا إعادتها للمكتب لتمكث مع سائر الكينيات القادمات ليحصلن على وظائف في المملكة.