أكد الكاتب الأمريكي المتخصص بشؤون الشرق “توماس فريدمان”، تصاعد ما سماها ـ”حرب النفط” التي تشنها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ضد روسيا وإيران، وأنهما ستتمكنان قريبًا من إغراق بوتين وخامنئي في خضم أزمة النفط، على حد تعبيره.
واستدل الكاتب الأمريكي، في مقال له نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، الأربعاء (15 أكتوبر 2014)، على ذلك بما حدث سابقًا من إغراق الاتحاد السوفييتي حتى الموت؛ وذلك بخفض أسعار البترول العالمية إلى مستويات متدنية للغاية، ما كان كفيلاً بإحداث العجز المطلوب في ميزانية موسكو وطهران ومن ثم إفلاسهما.
وبدأ الكاتب الأمريكي مقاله ببعض الأدلة التي تؤيد الرأي القائل بأن ما يحدث من انخفاض تاريخي في أسعار البترول العالمية، ما هو إلا محاولة لإضعاف الاقتصادين الروسي والإيراني.
ويقول الكاتب: “دعونا نفكر: أليس من الغريب أن تكون هناك 5 دول نفطية هي ليبيا والعراق ونيجيريا وسوريا وإيران، عاجزة عن إمداد الأسواق العالمية بالنفط بسبب ما تعانيه من اضطرابات داخلية، وما تعانيه إيران من عقوبات اقتصادية، ومع ذلك يشهد سوق النفط العالمية أكبر انخفاض في سعر البرميل ليصل إلى 88 دولارًا للبرميل بعد أن ظل سعره لفترة طويلة يتراوح بين 105 و110 دولارات للبرميل؟!”.
ويتابع الكاتب كلامه قائلاً بأن ما تعانيه أوروبا والصين من تباطؤ في النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى ما تشهده الولايات المتحدة من طفرة في إنتاج الغاز الصخري جعلتها تتوج هذا العام بوصفها أكبر دولة منتجة للبترول بعد أن ظل هذا اللقب حكرًا للمملكة منذ سنوات عدة؛ قد يكونان من الأسباب التي أدت إلى انخفاض السعر العالمي لبرميل البترول.
وأفاد الكاتب بأن ما أعلنته المملكة من أنها قررت بأن تحافظ على حصة إنتاجها من البترول في السوق العالمية، كان من أهم العوامل التي أدت إلى انخفاض أسعار البترول العالمية هذا الانخفاض غير المسبوق.
وقال الكاتب إن الجميع كان يتوقع أن تخفض المملكة إنتاجها من البترول من أجل المحافظة على الأسعار، لكنها فاجأت الجميع بقرارها.
وأشار فريدمان إلى أن ما يحدث الآن في أسواق البترول العالمية يعيد إلى الأذهان قصة سقوط الاتحاد السوفييتي؛ عندما أعلنت المملكة عام 1985، على لسان الشيخ أحمد زكي ياماني وزير البترول السعودي حين ذاك، أن المملكة قررت التخلي عما تفرضه من رقابة على أسعار البترول العالمية؛ الأمر الذي أدى إلى إغراق السوق العالمية بالبترول وانخفاض أسعار البترول؛ ما أدى إلى أن بلغت خسائر الاتحاد السوفييتي حين ذاك 20 بليون دولار في السنة.
ويرى الكاتب أن ما تقوم به المملكة والولايات المتحدة الأمريكية حاليًّا من زعزعة أسعار النفط العالمية؛ سيكون له حتمًا أثره السلبي في اقتصاد روسيا وإيران؛ نظرًا إلى ما تمثله عائدات النفط من أهمية كبيرة لهاتين الدولتين؛ فعائدات النفط تمثل 60% من إيرادات الحكومة الإيرانية، وتمثل أكثر من نصف إيرادات الحكومة الروسية؛ وذلك رغم ما يتشدق به البعض من أن الوضع الآن مختلف عما كان عليه زمن الاتحاد السوفييتي.