كشفت مصادر مقربة من عائلة “علي منشو” ضحية حادث شارع التحلية بجدة، عن أن والدته وزوجته ممتنعتان عن الطعام من هول الصدمة، مؤكدين أن مئة ريال كانت كفيلة بإصلاح الحفرة التي كانت السبب في الحادث.
وقال علي أبو عاصي، قريب علي منشو، إنه كان قد عاد لتوه من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تمكن من الحصول على درجة الدكتوراه في الهندسة المعمارية من إحدى الجامعات هناك.
وكشف علي أبو عاصي، لموقع” عرب نيوز” ما تُعانيه عائلة المتوفى من حزن وألم، قائلا: “لقد كان علي عائدًا لتوه من رحلة المنحة التعليمية التي منحتها إياه شركة الخطوط الجوية السعودية بحكم عمله بها، وكنا جميعا سعداء بنبأ حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة المعمارية من الولايات المتحدة الأمريكية. أما الآن فصدمة وفاته هو وطفله جعلت أمه وزوجته تمتنعان عن الطعام والشراب”.
واستطرد أبو عاصي كلامه قائلا: “لقد لقي الرجل وطفله حتفهما جراء السقوط في حفرة للصرف الصحي كان سيتكلف إصلاحها أقل من 100 ريال سعودي. لقد حاول علي جذب ولده الذي سقط داخل الحفرة، ولكن الزيت الموجود حول الحفرة تسبب في انزلاقه، وقد اصطدم رأسه بالحفرة أثناء سقوطه فيها، ما أدى إلى وفاته بعد دقائق قليلة من سقوطه.. لقد حاول أحد الأشخاص إنقاذه، ولكنه مات بعد دقيقتين من سقوطه”.
يُذكر أن موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” شهد موجة غضب عارمة بعد وقوع حادث “شارع التحلية” بسبب محاولة جميع الجهات المختصة، وهي: هيئة محافظة جدة، وشركة المياه الوطنية، التنصل من الاتهامات الموجهة إليهم بالتسبب في وقوع الحادث.
وأظهرت لقطات فيديو قد كشفت حقيقة الحادثة التي وقعت يوم الخميس الماضي، وذهب ضحيتها أب وابنه. وأوضح الفيديو التفاصيل الكاملة للحادثة، بلقاء مسؤولين، وذوي الضحايا، أجرته “العربية نت”.
وكان قد أعلن الدفاع المدني في بيان له عن الحادثة: “أنه في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي توفي طفل ووالده نتيجة سقوط الطفل في خزان صرف صحي، ونزول والده في عملية إنقاذ لابنه، وتفيد المعلومات التي جمعها فريق التحقيق بمدني جدة أن الطفل خمس سنوات كان برفقة والديه أمام أحد المراكز التجارية، وأثناء سيرهم على الأقدام، تقدمهم الطفل خطوات، وتعثر في عتبة خاصة بفتحة خزان صرف صحي دائرية الشكل (مفتوحة) قطرها 90 سم تقريبًا، بينما تبلغ أبعاد الخزان 6*12م وبعمق يتراوح من 2م إلى 3م ليسقط الطفل بداخل الخزان أمام والديه، ليسارع والده في العقد الثالث من العمر للنزول خلف ابنه محاولا إنقاذه، وفي هذه الأثناء لم يكن لوالدة الطفل إلا طلب النجدة لإنقاذ ابنها وزوجها من وسط خزان الصرف الصحي”.
وأضاف: “ليهرع إليها عددٌ من المواطنين المتواجدين بمنطقة الحادث، محاولين نجدتها، وفي تلك اللحظات المؤلمة والصعبة صادف مرور دورية أمنية توقفت على الفور، وترجل منها العريف ياسر علي الغامدي الذي سارع بالنزول إلى فوهة المنهل، مخاطرًا بحياته محاولا إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، وبجهد كبير استطاع انتشال الأب الممسك لحظتها بابنه ذي الخمس سنوات، ونظرًا للمواد والغازات السامة التي تُفقد الشخص القدرة على التحكم داخل خزان الصرف؛ سقط الطفل من يد والده ليعود من جديد لتغمره المياه الآسنة داخل الخزان”.