أجرت قناة “سي بي إس” الأمريكية حوارًا مع الأمير تركي الفيصل حول الضربة العسكرية الجوية التي شاركت فيها المملكة، ضمن التحالف الدولي الذي كونته الولايات المتحدة الأمريكية، ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ”داعش” في العراق وسوريا.
وجاء حوار القناة مع الأمير ليوضح الأسباب الحقيقة التي دعت المملكة للمشاركة في تلك الضربة، كما قام الأمير من خلال هذا الحوار بالرد على الاتهامات الباطلة التي حاولت إيران رمي المملكة بها.
بدأ الأمير فيصل حواره مع القناة بتأكيد مشاركة قوات بلاده في الضربة العسكرية ضد تنظيم “داعش”، وعندما سألته المذيعة “هل من المعقول أن يقتل المسلم أخاه المسلم؟” أجاب الأمير قائلا “نحن لا نعتبر داعش تنظيما إسلاميا بسبب ما صنعه في الإسلام والمسلمين.. هم يدَّعون أنهم مسلمون ولكن أفعالهم تفضح كذبهم.. من المؤسف أن نرى من المسلمين من يصدقهم بعد كل ما فعلوه من تقطيع لرؤوس الناس وفرض أرائهم عليهم دون وجه حق”.
وحرص الأمير فيصل على أن يؤكد خلال حواره، أن المملكة لم تشارك في هذه الحرب رغبة في وعود أمريكية قدمتها لها إدارة أوباما أثناء سعيها لتكوين تحالف دولي يشمل دول المنطقة، ولكن المملكة فعلت ذلك من أجل القضاء على التطرف الذي استشرى في سوريا التي غدت- تحت حكم بشار الأسد- ملاذا آمنا لكل متطرف.
وأشار الأمير كذلك، إلى أن المملكة تعتقد اعتقادا جازما أنه لا سبيل للقضاء على داعش دون القضاء على نظام بشار الأسد، إذ نقلت عنه القناة قوله: “لا يمكننا بأي حال من الأحوال القضاء على داعش دون القضاء على نظام بشار الأسد أولا” وذلك ردًا على سؤال حول ما ترجوه المملكة من هذه الضربة هل هو القضاء على داعش أم إسقاط نظام بشار الأسد؟
وفيما يتعلق بمسألة مشاركة قوات برية في المعركة، أوضح الأمير أن هذا الأمر مخول للمسؤولين عن إدارة رحى هذه الحرب ولكنه أعرب عن تمنياته بأن يتخلى الرئيس الأمريكي عن رفضه لفكرة إنزال قوات برية إذا استدعى الأمر تدخلا بريا.
وعند سؤاله عما إذا كانت المملكة ستشارك أيضا بقواتها البرية إذا احتاج الأمر لذلك؟ أجاب الأمير “لقد شاركت المملكة بقواتها الجوية فما الذي يمنعنا من إنزال قواتنا البرية”.
أما عن رده على الانتقادات التي وجهتها إيران على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني للمملكة إثر مشاركتها في الضربة الجوية على سوريا، فقد تساءل الأمير متعجبا “ماذا عن القوات الإيرانية المنتشرة على الأراضي السورية لإعمال القتل في أهلها.. هذا شيء يدعو للدهشة.. بل إني أرى أنهم من غرورهم أصبحوا يستبيحون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم.. هم يرسلون قواتهم لتقتيل الشعب السوري وعندما نتدخل لنجدة الشعب السوري يقولون لنا هذا غير شرعي وغير مقبول”.