أكثر من 15 عاماً مضت على إطلاق خدمات الهاتف المتنقل في السوق السعودية، بدأت بـ “شركة” اتصالات واحدة، وارتفعت إلى خمس، ثلاث منها تواصل تقديم خدماتها منذ سنوات واثنتان تسلمتا الترخيص وعلى مشارف إطلاق الخدمات خلال الفترة القليلة المقبلة، ومع ذلك لا تزال هناك طرق وقرى ومجمعات سكنية تغيب عنها شبكات الاتصالات!
وفي وقت تتغنى فيه شركات الاتصالات بالإعلان عن شبكات الجيل الرابع التي تعمل عليها خدماتها، يعاني سكان الكثير من القرى والمراكز والمحافظات وأحياء في مدن كبيرة، من عدم توافر هذه الشبكات، واعتمادهم على شبكة الجيل الثاني القديمة التي استغنت عنها الكثير من المدن، وهي الشبكة عديمة الفائدة لما يخص خدمات الإنترنت.
طرق رئيسية وهامة لا تزال شبكات الاتصالات تعمل فيها على “الجيل الثاني”، وطرق فرعية تغيب عنها الشبكات بجميع أنواعها، أحياء في مدن ومحافظات تعاني من ضغط الشبكة وانعدام خدمات الإنترنت، شكاوى مواطنين تتصاعد من الكثير من المناطق ولا عقوبات معلنة عن هذا القصور في الخدمة.
توقعات بإشكاليات مستمرة خلال الفترة المقبلة
مهتمون في قطاع الاتصالات توقعوا أنه وفي حال لم تعمل شركات الاتصالات الحالية على دعم وتطوير شبكاتها، ستحدث إشكاليات في خدمات الاتصالات والإنترنت لازدياد الضغط عليها مع دخول مشغلين افتراضيين جدد خلال الفترة المقبلة، كون الشركات الافتراضية ستعمل على استخدام الأبراج والترددات والشبكات الخاصة بالشركات الحالية، ما سيحدث ضغطاً على الشبكات في حال عدم توسعتها وتطويرها.
قرب إطلاق خدمات الشركات الجديدة
وأكدت مصادر مطلعة قرب إطلاق الشركات الجديدة لخدماتها حيث تعمل على تجهيز باقات مختلفة تمهيداً لإطلاق الخدمات، خاصة أنها تسلمت تراخيص تقديم الخدمات قبل أكثر من خمسة أشهر كمشغلي لشبكات الاتصالات المتنقلة الافتراضية (MVNO) حيث ستعمل شركة اتحاد فيرجن موبايل السعودية الجديدة مع مقدم الخدمة المضيف شركة الاتصالات السعودية، واتحاد جوراء مع مقدم الخدمة المضيف شركة اتحاد اتصالات (موبايلي).
مواطنون ومرتادو طرق يشتكون: الشبكات ضعيفة
مرتادو الطرق السريعة يجددون شرح معاناتهم بين فترة وأخرى، وتتمثل في غياب شبكة الإنترنت وفشل محاولاتهم في التمتع بميزات وبرامج الهواتف الذكية خلال السفر والتنقل بين مناطق ومدن السعودية، مشيرين إلى انعدام خدمات الإنترنت وشبكة الجيل الثالث لشركات الاتصالات الثلاث واعتماد أبراجها الممتدة في الكثير من الطرق السريعة على شبكة الجيل الثاني عديمة الفائدة فيما يخص خدمات الإنترنت.
المواطن نايف الحربي اشتكى من غياب شبكات الاتصالات على طريق مركز مشذوبة التابع لمحافظة المجمعة ويربط المركز مع طريق الرياض- حفر الباطن، مشيراً إلى أن الطريق يعاني من عدم توفر شبكات الاتصالات.
وقال: “تكثر في الطريق الحوادث، وعند وقوع حادث مروري تكون هناك صعوبة بالغة في تمرير البلاغات وطلب الإنقاذ، ما يعرض حياة الكثيرين للخطر”.
وفي مركز قيا جنوبي محافظة الطائف يشتكى مواطنون من ضعف خدمات الإنترنت، كما يعاني سكان وادي ذي غزال بمركز الشفا في الطائف من ضعف شبكة الاتصال.
وفي مركز حفر كشب يقول المواطن سلطان العتيبي إن سكان المركز والمراكز والقرى المجاورة يعانون من عدم توفر شبكة الجيل الثالث، حيث لا يتوفر سوى شبكة الجيل الثاني التي لا تعمل معها خدمات الإنترنت.
وأضاف: “يضطر المستفيدون من برنامج حافز للسفر لمسافة 35 كيلومتراً للمناطق المجاورة بحثاً عن شبكة الجيل الثالث لإكمال عملية الدخول الأسبوعي تجنباً للحسم، وكما هو الحال مع من يضطرون لاستخدام الإنترنت لإنهاء بعض الإجراءات الحكومية والبنكية”.
وأكد أن كثرة السكان بالمنطقة وكثرة الطرق الهامة المرتبطة بها والمواقع السياحية لم تشفع لها بخدمات الجيل الثالث، رغم كثرة المطالبات منذ سنوات.
وفي مناطق عدة نشرت “مصادر” الكثير من الشكاوى، وما زالت تتلقى، حول ضعف شبكات الاتصالات وخدمات الإنترنت، وسط تساؤلات عن دور الجهات المعنية في متابعة مثل هذه الشكاوى، خاصة أن تراخيص تقديم الخدمات تلزم الشركات بتقديم أفضل الخدمات والتعامل مع أي إشكاليات بالشبكات.
وتتزايد دهشة المواطنين مع تزايد إعلانات الشركات عن توفير الشبكات الحديثة وإعلانات باقات الإنترنت، وما يقابل ذلك من ضعف في الشبكات وانعدام خدمات الإنترنت على الواقع في العديد من المناطق، وعلى مرأى ومسمع من الجهات المعنية.
هيئة الاتصالات: نلزم الشركات بتصحيح وضع الشبكات
“مصادر” وجّهت استفساراً للمدير العام للعلاقات العامة والإعلام، المتحدث الرسمي لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، سلطان المالك، عن موقف الهيئة من شكاوى المواطنين حول عدم وصول خدمات الاتصالات والإنترنت في بعض المناطق وشكاوى ضعف الخدمة في مناطق أخرى، فقال: “في حال عدم وصول خدمة الاتصالات وتقنية المعلومات، إذا كانت المنطقة ضمن التزامات مقدمي خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات في التراخيص الصادرة لهم من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، يتم إلزام مقدمي الخدمات بتوفير الخدمة في تلك المنطقة، حسب ما ورد في الترخيص لكل مقدم خدمة”.
وأضاف “بالنسبة للمواقع التي لا تندرج ضمن التزامات مقدمي الخدمات في التجمعات السكانية القليلة، فإنه يتم توفير خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات عن طريق مشاريع صندوق الخدمة الشاملة التابع لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الذي يتم توفير الاعتمادات المالية له من الدولة، وفق خطة زمنية محددة”.
وأكمل بالقول: “بالنسبة لشكاوى ضعف خدمة الهاتف المتنقل، فهناك عدة عوامل تؤثر في مستوى الخدمة، وفي حال كان سبب تدني مستوى الخدمة ناتجاً عن عدم التزام مقدم الخدمة بمعايير جودة الخدمة المعتمدة من الهيئة، وذلك من خلال القياسات الميدانية التي يتم إجراؤها في الموقع، فيتم إلزام مقدم الخدمة بتصحيح الوضع”.
وأكد المالك أنه في حالة عدم تجاوب مقدم الخدمة يتم تطبيق الأنظمة بحقه.