في قاعة المحاكمة الأمريكية وبحضور ممثلين اثنين من السفارة السعودية في واشنطن، جلس المتهم السعودي في حالة صمت على طاولة المدعى عليه مرتديًا ملابس السجن، ويده مقيدة بالأغلال.
استمعت القاضية الأمريكية ستيفاني مايلي الجمعة (12 سبتمبر 2014) إلى محامي الدفاع عن السعودي (م. ع. 25 عامًا)، المتهم بالاعتداء الجنسي على فتى أمريكي، والذي طالب بإعادة محاكمة المتهم، فأجابت القاضية بأنها ستدرس خلال الأيام المقبلة إما إعادة محاكمة المتهم، أو تحديد موعد للنطق بالحكم عليه.
ويواجه المواطن السعودي السجن لمدة لن تقل عن 35 سنة، إذا تمت إدانته بالاعتداء على فتى أمريكي (13 عامًا) في أحد فنادق مدينة لاس فيجاس عشية رأس سنة 2013.
وبحسب ما ذكرته صحيفة “لاس فيجاس صن”، طلبت دومنيك جنتايل، إحدى أعضاء الدفاع عن المتهم خلال جلسة الجمعة (12 سبتمبر 2014)، إعادة محاكمته لأن الشاهد غيّر شهادته بشأن حالة المتهم، ووقوعه تحت تأثير الخمر خلال ارتكابه للجريمة، بعدما أدين المتهم في أكتوبر الماضي.
ويريد المحامون إثبات أن المتهم كان ثملا للغاية بعد السهرة التي أمضاها في النادي ولم يكن يعي شيئًا، ولم يكن بمقدوره قيادة السيارة، أو إدراك ارتكابه جريمة كذلك، بما فيها احتجاز الفتى وإغراؤه بالمال وتقبيله في الطريق إلى غرفة الفندق يوم 31 ديسمبر 2012.
إلا أن المدعية جاكلين بلوث ترى أن جزئية قيادة السيارة في القضية مجرد تفصيلة صغيرة لا ينبغي أخذها في الاعتبار خلال الحكم، لا سيّما أن تحليل الحمض النووي والأدلة الطبية تثبت أن الاعتداء وقع بالفعل على الطفل، علاوة على ظهور المتهم مع الطفل في مقطع مرئي، بالإضافة إلى شهادة الشاهد.
كما أضافت بلوث أن هيئة الدفاع تُطالب بإعادة محاكمة المواطن السعودي على تفصيلة صغيرة للغاية، وهي لن تقود إلى دليل جديد على عدم ارتكاب المتهم الجريمة.
ولم يقدم المتهم شهادة خلال المحاكمة، ولكنه اعترف في مقابلة سجلتها معه الشرطة بأنه اعتدى بالفعل على الفتى، وأكد أن الطفل وافق على ذلك مقابل الماريجوانا أو المال.
وينص قانون ولاية نيفادا على أن من دون سن الـ16 عامًا يُعتبر طفلا، ولا يُعتد بموافقته على هذا النوع من الممارسات.
واستمعت لجنة التحكيم لعددٍ من الشهود الذين أفادوا بأن المتهم كان واقعًا تحت تأثير الخمر، لتناوله عدة أكواب من الكونياك، علاوة على تدخين الماريجوانا قبل وبعد تواجده مع الفتى من ولاية كاليفورنيا في مدخل الفندق.
ولكن القضاة (9 سيدات و3 رجال) يرون أن المتهم لم يكن مخمورًا بدرجة كبيرة تجعله غير قادر على التمييز بين الصواب والخطأ خلال وقوع الجريمة، ومن ثم يرون أنه كان على درجة من الإدراك لما يجري حوله، ولهذا يرونه مذنبًا.
ويرى القضاة أن الشاهد غيّر شهادته بتوجيهات من محامي المتهم الذين أدركوا أن القضاة سيحكمون على المتهم بالعقوبة القصوى إذا ثبت أنه كان يقود السيارة يوم ارتكاب الجريمة، لأن قيادة السيارة تعني أنه كان في وعيه، ويدرك ما يجري حوله، وتثبت عليه التهمة.
وكان السعودي يتابع دورة تدريبية في سان أنتونيو، وقضى عطلة في “سين سيتي” عندما اعتقل عشية رأس سنة 2013 بعد ورود بلاغ يتهمه بالاعتداء على فتى في الـ13 من العمر في أحد فنادق لاس فيجاس، مدينة القمار الواقعة في صحراء نيفادا.
وطبقًا لصحيفة الاتهام، اعتدى المتهم على الفتى الأمريكي في أحد حمامات فندق “سيركوس سيركوس”، وقال إن الفتى وافق على ذلك مقابل الماريجوانا والمال.
وبحسب الفتى، قال إنه كان ينتظر صديقه لتناول الفطور معه في وقت مبكر من يوم 31 ديسمبر 2012 في الفندق المذكور، واقترب من السعودي ورجال آخرين كانوا معه لأنّ رائحة الماريجوانا كانت تنبعث من ثيابهم، وطلب منهم القليل، قبل أن يتعاطى المتهم والمجني عليه الماريجوانا معًا خارج الفندق، وشوهد المتهم عبر كاميرات المراقبة في الفندق يحاول تقبيل رقبة الفتى في المصعد، ومن ثمّ اتجها إلى غرفته، وبعد نحو نصف ساعة شوهد الفتى يركض باتجاه المصعد.
كما ذكر الفتى أن المتهم أدخله إلى الحمام، وأعطاه 150 دولارًا، ومن ثمّ ضاعف المبلغ، فيما أكدت محكمة ولاية نيفادا أنّ الفتى لم يتخطَّ الـ16 عامًا، ولهذا لا يمكن الأخذ بأقواله.