نوع من الريبة أبداها عدد كبير من المتابعين لحساب المستخدمين المرتبطين بتنظيم داعش على موقع التدوين المصغر “تويتر”؛ وذلك بسبب الصمت المفاجىء لهذه الحسابات خلال الساعات الماضية، بعد أن عج الموقع بموجات تفاخرهم بأعمال العنف، فيما رجح متخصصون أن السر يكمن في التهديد، سواء الصادر عن التنظيم أو الصادر عن القوى الدولية وخاصة الرئيس الأمريكي أوباما.
ووفقًا لمصادر رسمية أمريكية، فقد ساد الصمت عددًا من الحسابات التابعة للتنظيم المتشدد؛ الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن إن كانت الحكومة قد ضغطت على تويتر للحد من هذه الأنشطة، أو إن كانت الجماعة قد انتقلت إلى مواقع أخرى للتواصل الاجتماعي.
وقال عدد من المسؤولين الأمريكيين، وفقًا لوكالة أنباء “رويترز”، إنهم ليسوا على علم بأي محاولات لإلغاء هذه الحسابات على تويتر، فيما ألمحوا إلى أن هذا الصمت المفاجئ يأتي بعد أيام من ورود تقارير تفيد بأن هذه الحسابات المرتبطة بداعش هددت العاملين في تويتر، رغم عدم وجود أي دليل يربط بين هاتين الواعتين.
ورفضت شركة تويتر التعقيب على ما قامت به فيما يتصل بالحسابات المرتبطة بداعش، لكنها ألغت عددًا من الحسابات المرتبطة بالتنظيم في الشهور الأخيرة، ومنها حساب لمستخدم هدد بالانتقام من موظفي تويتر.
وقال مسؤول أمريكي إن الحكومة عندما ترصد أشخاصًا على مواقع التواصل الاجتماعي تعتقد أنهم “إرهابيون” أو “متطرفون”؛ فإنها تلفت نظر شركات مثل تويتر وفيس بوك إليهم، وتتصرف هذه الشركات عادةً وفق ما تراه مناسبًا.
وقال المسؤول: “الناس (في الحكومة) وخارجها دائمًا يلفتون انتباه هذه الشركات لمن يتم تعرُّفهم من الإرهابيين.. لن أقول إن الحكومة الأمريكية تتبع سياسة منهجية بأن تطلب (من شركات مثل) تويتر أن تغلق هذه الحسابات؛ فهم يعاودون الظهور بسرعة ويغيرون أسماء حساباتهم”.
وذكر مصدر حكومي آخر أن هناك تغيرًا واضحًا في الأساليب التي يتبعها تنظيم الدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي عقب الخطاب الذي أدلى به الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأربعاء الماضي. وقال أوباما آنذاك إنه أمر بتنفيذ غارات جوية في سوريا والعراق في تصعيد واسع لحملة ضد التنظيم.
ويقول بعض الخبراء إن المتشددين ربما باتوا يلجؤون بنسب متزايدة إلى مواقع أخرى مثل موقعي كونتاكت وداياسبورا الروسيين ضمن شبكة تواصل اجتماعي عمرها أربعة أعوام تعتمد على شبكة من الخوادم المستقلة اللا مركزية.
وأضاف المصدر أنه يتم اللجوء عادةً إلى مثل هذا الأسلوب عندما يريد المتشددون تفادي التعقب.
يُذكَر أن قواعد تويتر تحظر نشر أي تغريدات تتضمن “تهديدات مباشرة ومحددة بالعنف ضد آخرين”، وتلغي الشركة أي حسابات تستخدم تويتر لأنشطة غير مشروعة.
لكن الحسابات التي تدَّعي أنها مرتبطة أو تدعم جماعات متشددة، وتدرجها وزارة الخارجية الأمريكية على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، مثل الدولة الإسلامية؛ ربما لا تنتهك بشكل تلقائي قوانين الموقع.
وقال متحدث باسم الموقع: “(تويتر) ليس لديه سياسة استخدام الاسم الحقيقي؛ ما يجعل من الصعب تحديد هوية المستخدم. لكن قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية هي واحدة من عدة عوامل نضعها في اعتبارنا عندما نراجع حسابًا تم الإبلاغ عنه”.
ويعتمد تويتر على تقارير من مستخدميه ومن مسؤولين حكوميين، فيما يلجأ فيس بوك إلى فريق خاص يراقب ما تنشره جماعات إرهابية مثل الدولة الإسلامية التي حظرها الموقع.
وعلى سبيل المثال، فإن تويتر أزال مقاطع الفيديو التي تظهر إعدام الدولة الإسلامية الصحفي الأمريكي جيمس فولي، والتي انتشرت على صفحاته الشهر الماضي، لكنه يعتمد في رفع صور لأشخاص متوفين بوجه عام على طلبات من أفراد أسرهم.