خوف وقلق وغضب، هي مشاعر تختلج صدور عدد من نساء تركيا، اللواتي أعربن عن ضيقهن من السوريات النازحات من سوريا إلى تركيا، قائلين إن بعضهن يسرقن منهن أزواجهن.
ونشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية الثلاثاء (9 سبتمبر 2014) تقريرًا سلطت فيه الضوء على تزايد عدد السوريات النازحات جراء الحرب المستعرة في بلادهن منذ أكثر من ثلاثة أعوام، واللواتي يلجأن للزواج من أتراك، ولا يبالين بأن يصبحن زوجة ثانية، أو ثالثة، أو حتى رابعة.
وذكرت الصحيفة أن متاجر فساتين الزفاف ومحلات تصفيف الشعر تكتظ يوم الأحد من كل أسبوع في منطقة ريهانلي بجنوب تركيا على الحدود السورية، حيث تعج بالسوريات عرائس المستقبل مع أقاربهن الذين يطمحون لإقامة حفلات الزفاف والخطوبة.
وقالت سيدة تركية للصحيفة إن السوريات يسرقن أزواج التركيات.
فيما أعربت منظمات حقوقية نسائية عن قلقها، وبخاصةً أن الكثير من النساء السوريات يوافقن على هذه الزيجات بدافع اليأس، ويستغل الرجال بدورهم هذا.”
في هذا السياق، تحدثت ناشطة من محافظة جازيانتيب، جنوبي تركيا، عن “شعور بالقلق” يساور بعض نساء تركيا بشأن مدى استقرار عائلاتهن، مشيرةً إلى أن استمرار الخوف من احتمال فقد الأزواج يضع ضغوطًا على التركيات، ويتزايد معدل العنف الأسري والتهديدات والضغوط النفسية والانتهاكات من جانب الزوج.
وقال طبيب يُدعى محمد عساف، يعمل في أحد المركز الطبية في مدينة كلس، التي تقع على الحدود التركية السورية، إنه منذ 2012 حتى الآن، قرابة 4 آلاف امرأة سورية تزوجن من رجال أتراك.
وعن قصص زواج الأتراك من سوريات، نقلت “الجارديان” عن فتاة سورية تُدعى أمينة (من إدلب، 27 عامًا) قولها إنها قابلت زوجها المستقبلي (43 عامًا) عن طريق خاطبة، وأنه طلّق زوجته الأولى وأراد التزوج مجددًا، وأنه لديه منزل ووظيفة في أنقرة.
هذا الزوج المستقبلي، دفع 3 آلاف ليرة تركي كمقدم للعروس، علاوة على 5 آلاف ليرة لمساعدتها في نفقات زواجهما، ويتواصل الطرفان من خلال مترجم، حيث تقول أمينة إنه سيتعلم العربية وأنها سعيدة لأنها سيكون لديها منزل في العاصمة التركية.
وفي كلس التركية، ذكرت سيدة سورية تبلغ من العمر 43 عامًا أن عمالًا يعملون في جمعية خيرية ألحّوا عليها كي تزوّج ابنتها لمسئول حكومي تركي، وقالوا لها إن الرجل يقوم بالعديد من الأعمال الخيرية، وسبق أن تبرع بكميات من البسكويت، وأن ابنتها ستكون سعيدة بهذا العرض.
وأوضحت سيدة أخرى تُدعى حنان (45 عامًا) أن ابنتها البالغة من العمر 23 عامًا ستصبح زوجة ثانية لرجل تركي عمره 35 عامًا، لافتة إلى أنه وعدهم بأن يكتب المنزل والسيارة باسم العروس السورية، وبهذا يؤمّن لها مستقبلها.
ورفضت امرأة سورية أخرى (60 عامًا) تلك الوعود، وقالت لحنان: “لا تزوجي ابنتك لتركي.. أعرف أسرة تم وعدها بنفس الشيء ولم تحصل على شيء، بل وتم تطليق ابنتهم بعد شهرين فقط”.
ولأن السوريات أحيانًا يأتين إلى تركيا بصورة غير شرعية، فإن بعضهنَّ لا يتمكنَّ من الزواج بوثائق، وإنما يكون الزواج من خلال إمام، ما يعني أن الزوجة تفقد حقوقها الشرعية حال توفى زوجها أو طلقها.