• عند طلب السجين الخروج لحضور زواج قريبه والعودة يعطَى 10 آلاف ريال يقدمها مساعدة للعريس
• في قسم المناصحة تدور أسئلتهم حول الشبهات.. واستفاد عدد منهم من البرنامج وتنازلوا عن بعض الأفكار مثل الجهاد والولاء والبراء والحاكمية
• في كل جناح هناك مكان يسمى بـ”التشميس”.. الأرضية بلاط والسقف شبك مقوى يسمح بدخول الشمس
• 30 % من أدوية الصيدلية تصرف بسبب النفسية
• “السوار الإلكتروني” مشروع نظام مراقبة بدأ منذ ثلاث سنوات يلبسه السجين عند المغادرة
• يوجد بالسجن مقار للأحوال المدنية والجوازات ووزارة العدل وهيئة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان ومركز المناصحة الشرعية وعيادة نفسية
وراء كل مسجون حكاية، وخلف كل موقوف قصة، ينسج خيوطها بنفسه؛ فبيده يكتب لها النهاية، إما بالعودة إلى الحياة الطبيعية؛ ليعيش ويتعايش في مجتمعه الذي يمد يده إليه، أو الخروج لفترة “ترانزيت”، ثم ما يلبث أن يعود من جديد وكأنه في دائرة مغلقة لن يخرج منها أبداً..
ألم وأمل
المشاهد من داخل السجون عبارة عن عنابر الموقوفين على خلفية حملهم أفكاراً تكفيرية وتنظيرية، وكذلك الموقوفون لجرائم جنائية، وارتباطهم مع منظمات بيع المخدرات والأسلحة.. ويتم تصنيف النزيل على حسب التهمة والقضية، إلا أن الجناح المثالي يضم 26 موقوفاً تحسن سلوكهم، ويتمتعون بمعاملة راقية من قِبل إدارة السجون، وبينهم من ينتظر إكمال مدة الحكم تمهيداً لنقله لمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة وإطلاق سراحه، فيما ينتظر آخرون من داخل “المثالي” تنفيذ حكم القصاص.
أعداد.. وأفكار هدامة
ويقبع في عنابر السجن 964 موقوفاً، بينهم 40 أجنبياً، و7 نساء سعوديات، وإثيوبيتان. وزارت “مصادر” خلال جولتها مع فريق “لقاء الإعلاميين” برفقة إدارة السجن فئة الموقوفين الذين يحملون أفكاراً تكفيرية، أو تورطوا في منظمات إرهابية، وكذلك المنظرون منهم، الذين لا يزال بعضهم يرفض بطاقة الهوية الوطنية، وبطاقة الصراف والمكافأة، وحتى الصحف اليومية، ولم يستفد من جلسات المناصحة التي يقدمها عدد من المشايخ الأكاديميين هناك.
كما أن بين النزلاء تنافراً، والكثير منهم لا يقبلون رأي الطرف الآخر، ويحملون فكراً وقناعة متزمتة، وأحدهم لديه في “الزنزانة” قصاصات من الصحف اليومية، تمثل خرائط ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، وما زال متمسكاً ببعض الأفكار على الرغم من كتب الاعتدال التي توجد لديه، وكذلك القنوات الفضائية بمختلف توجهاتها السياسية.
البيت المثالي
أما الجديد في السجون فهو “البيت المثالي”، الذي بدأ يستقبل أسر الموقوفين منذ 4 أشهر، ويوجد به 25 غرفة، وملاهٍ وألعاب للأطفال، وغرف نوم، ومطبخ مؤثث بمتطلبات المنزل كافة.. ويُسمح للموقوفين بتمضية 72 ساعة مع أسرهم بموقع يصنف كفندق خمسة نجوم، تُقدَّم المأكولات والمشروبات فيه من قِبل شركة متخصصة، وتوفَّر لهم وسائل الاتصال، ويقدِّم الخدمة طاقم نسائي مدرب على فن التعامل.
وفي عنابر التوقيف مغسلة ملابس ومطبخ ومحال للحلاقة تتابعها باستمرار صحة البيئة التابعة لأمانة منطقة الرياض، كما أن غرف الزيارات تتمتع بخصوصية لعائلة الموقوف. وكان الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله- قد أمر عند افتتاح السجون بإزالة الجدار العازل في غرفة الزيارة؛ لتسمح باختلاط الموقوف بأقاربه، بعد أن كانت مصممة بجدار زجاجي وتلفون للتخاطب.
التعليم والصحة بالسجون
وفيما يتعلق بالتعليم يلتحق خلال الفصل الدراسي الأول من هذا العام ٦٤٣ دارساً في التعليم العام والجامعي. وصحياً، فإن السجن يضم مستشفى الأمن المركزي بسعة 28 سريراً، و34 طبيباً، يجرون جميع العمليات، بينها القلب والعيون وتركيب الأسنان، ويقدمون برنامجاً لتعويض نقص فيتامين الشمس. أما فيما يخص الأمراض الشائعة فهي الانفصام والسكر والضغط. وتأتي حالات الإيذاء النفسي ومحاولة الانتحار ثانياً.
الحبس الانفرادي
وفي “زنزانة” انفرادية، لا تتجاوز مساحتها ٢*٤م، وتضم تلفزيوناً وحماماً بلا سقف كما هي مواصفات الغرف الانفرادية، رفض نزيل طلب إدارة السجن بانضمامه إلى الغرف الجماعية على مرأى من الصحفيين قائلاً: “أنا هنا منذ 4 سنوات، ومرتاح وحدي”.
صدام وإجرام
وعلى الرغم من أن العنابر لا تحوي أدوات حادة أو أي أثاث إلا أن هناك نزلاء يقومون بالاحتجاج ولفت الانتباه بتقطيع أجزاء من أجسادهم بواسطة مشارط، تم تهريبها من قبل بعض نساء الموقوفين، ويتم وضعها في أماكن حساسة، وكذلك تهريب رسائل وتقليد مفاتيح، وممنوعات.
كما شوهدت أعداد كثيرة من الأدوات التي قام بصناعتها مجموعة من الموقوفين، وتم من خلالها الاعتداء على رجال الأمن في عام 1433هـ؛ وأُصيب 70 من رجال المباحث داخل عدد من العنابر بسجن الحائر.
آمال وأحلام
ومن خلال لقاء احد المصادر” مع الموقوفين تلخصت مطالبهم لإدارة السجن بتكثيف الزيارة العائلية، ونقلهم بين العنابر، وكذلك سرعة المحاكمة. أما أبرز الأفكار التي يحملونها فهي الحاكمية والولاء والبراء وقضايا الجهاد والدخول مع المنظمات الدولية.