أغلقت السلطات السودانية المركز الثقافي الإيراني في العاصمة الخرطوم وبقية الولايات، وطالبت السلطات الملحق الثقافي وطاقم المركز بمغادرة البلاد خلال 72 ساعة.
وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، بيانا اليوم الثلاثاء (2 سبتمبر) أكدت فيه أن السودان ظل يتابع نشاط المركز الثقافي الإيراني وفروعه في ولايات السودان، إلا أنه قد تأكد مؤخرا أن المركز تجاوز التفويض الممنوح والاختصاصات التي تحدد الأنشطة التي يخول لهذا المركز القيام بها وبذلك أصبح يشكل تهديدا للأمن الفكري والأمن الاجتماعي.
وأوضح البيان أنه على ضوء هذا تم استدعاء القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالخرطوم، وتم إبلاغه بقرار إغلاق المركز الثقافي بالخرطوم وفروعه المختلفة، وإمهال المستشار الثقافي الإيراني والعاملين في هذه المراكز لمغادرة البلاد خلال 72 ساعة.
وكانت صحيفة “سودان تريبيون” قد ذكرت أن وزارة الخارجية السودانية استدعت مساء الاثنين القائم بأعمال السفارة الإيرانية في الخرطوم وأبلغته بالقرار، بينما لم تصدر السلطات الرسمية في الخرطوم تبريرات للخطوة المفاجئة.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة غير المتوقعة تتنافى مع التقارب الكبير بين الخرطوم وطهران الذي شهد مؤخرا قفزات لافتة على أصعدة عدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تسريبات صحفية ترجح أن يكون قرار الحكومة السودانية نابع من حالة قلق وتحذيرات أطلقتها دوائر دينية وإعلامية حيال انتشار الفكر الشيعي وسط الشباب السوداني بعد تكثيف الملحقية الثقافية الإيرانية أنشطتها في الخرطوم.
يذكر أن السودان لم يكن يعرف مذهب الشيعة على الإطلاق، لكن التشيع بدأ يتسلل إلى البلاد عن طريق ما تقدمه إيران من منح دراسية للطلاب السودانيين؛ وكانت تلك أرضية مناسبة لإنشاء ما يعرف الآن بـ (المراكز الثقافية الإيرانية)؛ ونشطت السفارة الإيرانية في مجال تطوير العلاقات السودانية ـ الإيرانية، وحرصت على إنشاء تلك المراكز ورعايتها بعناية.