ليست الصفقة العسكرية المُنتظرة من زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، لفرنسا لتسليح الأسطول البحري السعودي بفرقاطات Fremm التي تُعَدّ الأحدث في العالم، هي الأولى، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة؛ في ظل حرص ولي العهد على تحديث وتطوير الجيش السعودي منذ تعيينه وزيراً للدفاع في 5/ 11/ 2011؛ بل هي استمرار لجهد دؤوب وتوجيه صحيح لموارد الوطن؛ لتقوية ذراعه الحامية التي تضمن استقراره في منطقة تشهد نزاعات وخلافات وتوترات دامية.
وتستعرض “سبق” بعضاً من أهم صفقات السلاح التي جرت تحت إشراف ولي العهد وزير الدفاع منذ توليه منصبه وحتى اليوم، وهي صفقات توضّح تنوّع الاهتمام من استطلاع إلى صواريخ ودبابات وطائرات من الأحدث في العالم، وطائرات من دون طيار، ومدرعات، كما توضّح تنوّع مورّدي السلاح؛ مما يمنح المملكة المرونة في اختيار سلاحها، بعيداً عن المناورات السياسية، وبما يضمن استقلالية القرار الوطني بشكل كامل:
1. مليارا دولار لتطوير أنظمة الإنذار المبكر “أواكس” أغسطس 2014
توالت صفقات الأسلحة الهامة، وكان من بينها ما صادقت عليه كل من وزارة الخارجية الأمريكية والكونجرس لبيع عدد من الأجهزة والبرامج الحربية الدفاعية للسعودية؛ من أجل تنفيذ المرحلة الثالثة في عملية تحديث أنظمة عمل طائرات البوينج (إي -3)، المعروفة باسم “طائرات أواكس للإنذار الجوي المبكر”، وتُرَكّز الصفقة على إمداد السعودية بخمس وحدات من نظام بلوك 40/45، الذي يُعَدّ واحداً من أحدث نُظُم الإنذار والتحكم المحمولة جواً في العالم.
وتُستعمل طائرات “أواكس” في رصد ومراقبة قطاعات عريضة من الأجواء؛ انطلاقاً من علوّ مرتفع. وتقوم كذلك باكتشاف عمليات التسلل وغارات المقاتلات والصواريخ التي يشنها العدو. وترصد حتى دخول الطائرات دون طيار.
2. صواريخ JSOW C Block III بـ 13 مليون دولار
عززت المملكة قدراتها العسكرية بتطوير مواصفات أسلحتها الموجهة عن بُعد “JSOW”، المستخدمة من قِبَل القوات البحرية والقوات الجوية؛ حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها وقّعت في 6/ 6/ 2014 العقد الأول ضمن مشروع إنتاج “JSOW” سلاح الهجوم المشترك “AGM-154C” لصالح المملكة؛ لتطوير تصاميم ومواصفات سلاح المواجهة المشتركة “JSOW C Block III” لصالح البحرية الملكية السعودية؛ على أن يكتمل العمل على التطوير في تكسون ودالاس في سبتمبر 2015.
ويعتبر “JSOW C Block III” صاروخ جو- أرض منخفض الكلفة، يتم توجيهه باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي GPS وأنظمة التوجيه الحراري. ويستطيع هذا السلاح -الذي يبلع وزنه 1000 رطل ويتخطى مداه 100 كلم- ضرب الأهداف الثابتة والبحرية المتحركة، وهو مُجَهّز بنظام اتصال مع قاعدة الإطلاق، ويحتوي على رأس حربي بوزن 145 كجم. وهذا السلاح موجّه على مدى متوسط دقيق للالتحام مع أهداف دفاعية من خارج مدى الدفاعات المضادة للطائرات.
3. 150 دبابة باكستانية من طراز “الخالد” بـ 600 مليون دولار
أُبرم عقد بين باكستان والمملكة لتزويد الرياض بدبابات “الخالد” الجديدة، ومقاتلات “JF-17 Thunder”. وقد يتم إبرام العقد ضمن إطار اتفاق أوسع حول التعاون العسكري التقني بين إسلام أباد والرياض. وقال مصدر دبلوماسي باكستاني بتاريخ 9/ 1/ 2014: “إن السعودية ستكون قادرة على إعادة النظر في موقفها من التكنولوجيا العسكرية الصينية بشرائها للدبابات والمقاتلات؛ لأن “الخالد” و”JF-17 Thunder ” صُنعت بالاشتراك مع الصين”.
و”الخالد” دبابة قتال رئيسة حديثة، طوّرتها وصنعتها باكستان، وأطلقت عليها اسم “الخالد”؛ نسبة إلى القائد الإسلامي خالد بن الوليد.. وسُلّحت الدبابة بمدفع رئيس عيار 125 مم، مجهز بملقم لتعبئة الذخيرة تلقائياً، ويتكون طاقم الدبابة من 3 أفراد، كما جُهّزت الدبابة بمحرك ديزل ذي 12 أسطوانة يولّد قوة تُقَدّر بـ 1200 حصان. دخلت الدبابة في خدمة القوات المسلحة الباكستانية عام 2001 وصُنع منها 320 وحدة، أما مقاتلات “JF-17 Thunder”؛ فهي طائرات حربية باكستانية تستطيع حمل مختلف أنواع الأسلحة والصوارريخ سواء الشرقية منها أو الغربية.
4. 72 طائرة “يوروفايتر” من بريطانيا
توصلت شركة بي إيه إي سيستمز (BAE Systems) البريطانية إلى اتفاق مع الحكومة السعودية في ما يخص قيمة مقاتلات يوروفايتر تايفون. وكانت قد بدأت المفاوضات حول هذا الموضوع في عام 2005.
وقالت صحيفة “الجارديان” في 21/ فبراير 2014: “إن السعودية وافقت في البداية على دفع 4.4 مليارات جنيه إسترليني، قيمة المقاتلات في عام 2007؛ لكن شركة “بي إيه إي” سعت للحصول على المزيد من المال، بعد أن طلبت الرياض تزويد المقاتلات بأسلحة ومعدات متطورة”.
وأضافت الصحيفة أن شركة الأسلحة البريطانية العملاقة رفضت الكشف عن حجم المبلغ الذي وافقت المملكة العربية السعودية على دفعه ثمناً للمقاتلات؛ لكنها أشارت إلى أنها تتوقع التوصل إلى تسوية مالية بشأن سعر مقاتلات تايفون الـ 72، والتي سَلّمت أكثر من 30 وحدة منها إلى الرياض.
وتُعتبر هذه الطائرة من الجيل الرابع المطور أو الرابع والنصف. تتميز بتصميم إيرودينامكي يمنحها قدرة عالية على المناورة. وهي لا تُصَنّف كمقاتلة خفية؛ إلا أن عناصر في التصميم سمحت بخفض مقطعها الراداري، مقارنة بالجيل السابق من المقاتلات الأوروبية. يدفع هذه المقاتلة محركان نفاثان توربينيان عاليَا الأداء من طراز “EJ200” بسرعة تفوق سرعة الصوت دون الحاجة إلى حرق وقود إضافي.
وزُوّدت الطائرة بمدفع من طراز ماوزر بي كي عيار 27 ملم، ولها 13 موقعاً لحمل السلاح. وتحمل الطائرة أنواعاً من الصواريخ لقتال التفوق الجوي، وصاروخين جوّالين، ومثلهما مضادين للرادارات وصواريخ مضادة للدفاعات الأرضية المعادية وأخرى مضادة للدروع وثالثة للمعارك البحرية.
5. 55 طائرة “بي سي 21” سويسرية لتدريب القوات الجوية
بدأت القوات الجوية الملكية السعودية منذ 6/ 2014، استقبال دفعات من سرب طائرات الـ”بي سي 21″ سويسرية الصنع، المخصصة للتدريب؛ وذلك في دفعات أسبوعية مكوّنة من ثلاث طائرات.
وترجع هذه الدفعات من طائرات الـ “بي سي 21” إلى اتفاقية أبرمتها السعودية مع الشركة السويسرية، بأن تقوم شركة “بيلاتس أير كرافت” بتسليم المملكة 55 طائرة “بي سي 21″، بالإضافة إلى نظام تدريب أرضي متكامل وحزمة دعم لوجستي شامل من شركة “أنظمة بي آي إي”، وتشمل تسليم المملكة 22 من طائرات التدريب المتقدمة “بي آي إي هوك 165” والتي ستستخدمها القوات الجوية الملكية السعودية لتدريب طياريها على التحليق بطائرات “يوروفيتر تيفون” القتالية متعددة المهام.
6. طائرات من دون طيار من الصين وأمريكا
وسعت المملكة خلال العام الماضي وعلى عدة صُعُد لامتلاك طائرات من دون طيار؛ ففي أبريل 2014 اشترت المملكة أسطول طائرات بدون طيار صيني تُمَاثل قاذفات بريديتر الأمريكية، وهي طائرات بدون طيار يمكنها إطلاق صواريخ جو- أرض، والقيام بمهام الاستطلاع، تُصنع تحت مسمى “وينج لونج”.
يُذكر أن الطائرة الصينية قادرة على حمل قذائف تزن 200 كيلوجرام، ويمكنها التحليق لمدة 20 ساعة متواصلة، ولمسافة تزيد على 4 آلاف كيلومتر، وارتفاع يصل إلى 5 كيلومترات. كما أنها مُزَوّدة بأنظمة تصوير وليزر وملاحة متطورة، وتسربت معلومات عن موافقة أمريكية هي الأولى من نوعها لبيع المملكة طائرات من دون طيار من نوع “دورن”؛ حيث تفاوضت الشركة الأمريكية “جنرال أتوميكس” مع وزارة الدفاع السعودية على بيع طائرات من دون طيار، وتركزت المحادثات حول طراز من الطائرات من دون طيار صُنِعَ خصيصاً للأجواء الحارة؛ أي أنها ستكون مناسبة لبيئة وجغرافيا الشرق الأوسط.
7. صفقة مدرعات كَنَدية بقيمة 13 مليار دولار
وأعلنت كندا في فبراير 2014 أن المملكة العربية السعودية دخلت في اتفاق لمدة 14 عاماً، بقيمة 10 مليارات دولار مع شركة كندية تابعة لشركة (General Dynamics)؛ بغرض شراء عدد لم يعلن عنه من المركبات المدرعة العسكرية والمدنية.
هذا وسوف يتم إنتاج هذه المركبات من قِبَل شركة (GDLS) الكندية في لندن، أونتاريو، وقيمة الصفقة قد تصل إلى 13 مليار دولار، إذا استغلت الحكومة السعودية جميع الخيارات التي يتضمنها الاتفاق، وقال “كين ياماشيتا”، المتحدث باسم شركة GDLS: “إن الشركة غير قادرة بموجب العقد على الكشف عن عدد المركبات في الصفقة، وسوف تكون هذه المركبات جديدة” والشركة “تبدأ بعمليات التصميم وتطوير العمل فوراً”، مع المركبات الأولى التي تترك خط الإنتاج في عام 2016، ولم يُذكر إذا ما كانت المركبات جديدة كلياً أم أنها مركبات بديلة مستخدمة على منصة موجودة بالفعل.
8. 25 طائرة نقل عسكري بقيمة 6.7 مليارات دولار
ووقّعت المملكة عقداً في ديسمبر 2013 مع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية للصناعات العسكرية؛ لشراء 25 طائرة “C-130J Super Hercules” للمملكة العربية السعودية بقيمة 6.7 مليار دولار، كما تشمل الصفقة محركات “روز رايز”؛ 100 منها تركب على طائرات هركليس، و20 منها احتياطياً.
وتُعَد طائرة “C-130J Super Hercules” أفضل طائرات النقل في العالم، وأشهر ناقل عسكري في تاريخ الطيران الحربي، وتُستخدم في نقل الأسلحة والمعدات، ونقل الجنود، وعمل إنزالات مظلية، ونقل أعداد من الدبابات والمدرعات والمدافع وأنظمة الدفاع الجوي المقطورة إلى بعض المناطق داخل أراضي العدو.
9. صواريخ “تاو” المضادة للدروع بقيمة 1.7 مليار دولار
وكانت المملكة والولايات المتحدة قد أنهت ترتيبات صفقتين عسكريتين بقيمة مليار و70 مليون دولار، تشملان صواريخ تاو التي تُطلق من أنبوب وتتابع بصرياً، وتوجه لاسلكياً بالترددات الراديوية 2A/2B، بالإضافة إلى المعدات المرتبطة بها وقطع الغيار والتدريب والدعم اللوجستي.
وقد طلبت المملكة العربية السعودية بموجب الصفقة، شراء 19650 صاروخ تاو موجّه مضاد للدروع من طراز “بي جي إم-71-2 أ” (BGM-71-2A)، يتابع بصرياً ويوجّه لاسلكياً بالترددات الراديوية، ويطلق من أنبوب، و4895 صاروخ “تاو BGM-71 2B” الذي يتابع بصرياً ويوجّه لاسلكياً أيضاً، و98 صاروخ “تاو TOW-2A” و49 صاروخ “تاو TOW-2B”، بالإضافة إلى حاويات وقطع غيار وتبديل، ومعدات الدعم وأدوات ومعدات الاختبار، والمنشورات والوثائق التقنية، وتدريب الموظفين ومعدات التدريب، وخدمات الدعم الفني، وغيرها.
ويتميز هذا النظام بكونه صاروخاً بعيد المدى، يُستخدم للهجوم المباشر، مُجهّز برأس حربية ترادفية يوجّه لاسكلياً، وهو يستطيع التغلب على الدروع الردية المتفجرة والتحصينات ومراكب الإنزال البرمائية.
وتُعتبر صواريخ “TOW RF” من الأسلحة القادرة على تدمير جميع أنواع هذه الأهداف؛ نظراً لقدراتها الحركية العالية، ورد الفعل السريع، والدعم الناري القريب. وتُمَكّن هذه الصواريخ الجنود من إطلاق النار بدقة فائقة وبشكل مباشر.
10. 69 دبابة m1a2 بـ 132.7 مليون دولار
وحصلت شركة جنرال ديناميكس على عقد بقيمة 132.7 مليون دولار لصناعة 69 دبابة من نوع m1a2 للملكة العربية السعودية؛ وذلك ضمن خطة للملكة العربية السعودية لتطوير جميع دباباتها، وقامت بتطوير الدبابات السعودية منm1a1 إلى m1a2s وهي أحدث دبابة تكنلوجية مزوّدة بشاشة رؤية ملوّنة، ومناظير رؤية ليلية، وسلاح CROWS II يتم تشغيله عن بُعد.