ظلت حركة غريبة الأطوار لصخور عبر رقعة معزولة في منطقة “وادي الموت” بكاليفورنيا، لغز محير للباحثين لسنوات طويلة، قبل أن ينشر الباحثون نتائج دراسة أوضحت أن القوة الدافعة وراء ذلك كانت عبارة عن ألواح جليدية جرفتها الرياح.
كان عالم الأحياء القديمة، ريتشارد نوريس من مؤسسة سكريبس لعلوم المحيطات، الذي أشرف على الدراسة، شاهد بنفسه هذه الظاهرة النادرة في ديسمبر الماضي عندما كان يرافقه ابن عمه المهندس جيمس نوريس في ذاك الموقع.
ونشر نوريس وابن عمه نتائج دراستهما يوم الخميس الماضي في دورية (بلوس وان) العلمية وهو البحث الذي أوضح أنه رغم أن الصخور يمكنها أن تظل دون حراك في مكانها عشر سنوات أو أكثر إلا أنها تقوم في ظروف معينة برحلة بطيئة تنتج عن تركيبة غريبة من الجليد والرياح في منطقة تعرف عادة بدرجة حرارتها اللافحة.
وقال نوريس إن هذه الحركة تنشأ عندما تتجمد الصخور في قاع البحيرة الجافة وتتكون طبقة رقيقة من الجليد تتفتت مع مرور رياح خفيفة عليها لتنطلق منها ألواح كبيرة من الجليد نحو الصخور وبقوة كافية لتحريكها بسرعة بضعة ياردات في الدقيقة الواحدة.
وأضاف أنه نظرا لإمكانية تحرك ألواح الجليد الكبيرة بفعل الرياح يساعدها في ذلك تدفق المياه في الطبقات السفلية، فإن الصخور التي يصل وزنها إلى 318 كيلوجراما تندفع على نحو لا يمكن أن ينجم عن قوة الرياح بمفردها.
وتشير نظرية علمية ترجع إلى خمسينيات القرن الماضي، إلى أن الطبقات السميكة من الجليد، علاوة على الرياح القوية، يمكن أن تسهم في حركة الصخور إلا أن الدراسة التي نشرت يوم الخميس توصلت إلى أن الجليد كان أقل سمكا بكثير، فيما كانت الرياح أقل قوة مما كان يعتقد من قبل.
أما النظريات العامة الشائعة لتفسير حركة الصخور فتراوحت من الميل المفاجئ لكوكب الأرض إلى فعل مغناطيسات عملاقة تحت سطح الأرض.
وقال نوريس إن أناسا آخرين ربما يكونون قد شاهدوا هذه الظاهرة النادرة التي تتضمن قيام طبقات جليدية تدفعها الرياح بتحريك صخور “وادي الموت” إلا أنهم لم يدركوا على ما يبدو تفسير ما يشاهدونه؛ لأنه يحدث ببطء شديد كما أن الآثار المتخلفة عن حركة الصخور تظل غير واضحة حتى يجف الماء.
واستعان الفريق البحثي لنوريس بوحدات النظام العالمي لتحديد المواقع التي تم تركيبها داخل الصخور وأيضا كاميرات لتوثيق هذه الظاهرة خلال استعداداتهم لنشر نتائج دراستهم.