اعتبرت مصادر دبلوماسية أن الجولة الخليجية التي يقوم بها وزير الخارجية سعود الفيصل، وشملت زيارة قطر، تحمل مؤشرات إيجابية لانفراج الأزمة مع الدوحة، خاصة أنها “الفرصة الأخيرة” لها قبل الاجتماع الوزاري المقرر السبت المقبل.
ووفق مصادر خليجية وتقارير إعلامية فإن الجولة التي شملت- حتى الآن- قطر والبحرين- تستهدف إغلاق ملف الخلاف الخليجي مع قطر، خاصة وأنها تأتي بعد انتهاء اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ قطر لاتفاق الرياض من أعمالها، تمهيدًا لرفعه إلى الاجتماع الوزاري الخليجي الدوري المقرر في جدة السبت المقبل.
ويصطحب سعود الفيصل في جولته رئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف؛ ما يؤشر للحضور الطاغي للملف الأمني في المباحثات، وأنها تشمل أيضًا ملف الجماعات الإرهابية التي تتمدد في العراق وسوريا وتهدد أمن العديد من دول الإقليم، ومن بينها السعودية ومصر، خاصة مع وجود اتهامات لقطر بدعم بعض تلك الجماعات، وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين.
ووفق ما نقلته صحيفة “الحياة” عن مصدر خليجي- لم تسمه- فإن زيارة الوفد السعودي إلى الدوحة لم تستغرق سوى ساعة ونصف الساعة، وأن اللقاء الذي جمع الوفد بأمير قطر “كان محدوداً جداً”، دون مزيد من التفاصيل.
وأعقب ذلك زيارة إلى البحرين تقابل فيها الوفد مع الملك حمد بن عيسى.
ومن المقرر أن يصل الوفد، الخميس (28 أغسطس 2014) إلى أبو ظبي للقاء ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفق ذات الصحيفة.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني أوضح، الأربعاء، أن “وزراء خارجية المجلس يتداولون حالياً المحضر النهائي المرفوع من اللجنة الفنية المشتركة لتنفيذ “اتفاق الرياض” الخاص بحسم الخلافات مع قطر.
ووصف دبلوماسي كويتي الزيارة المفاجئة للوفد السعودي إلى الدوحة والمنامة بأنها “دبلوماسية اللحظة الأخيرة” في الأزمة التي ألقت بظلالها على مجلس التعاون الخليجي أخيرا، متوقعا أن يتم التوصل إلى مواقف إيجابية خلال اجتماع السبت المقبل.
وقال لصحيفة “الشرق الأوسط” إنها “بادرة إيجابية تعزز نجاح الوساطة الكويتية في تقريب وجهات نظر الطرفين التي ظلت متباعدة”.
لكنه استدرك قائلا: “صحيح أنه من الصعب الحكم على باقي الخطوات في ضوء المستجدات الأخيرة، وإن كان من شأنها أن تطوي الملف نهائيا أو تعيد السفراء، وهو ما نطمح أن نتوصل إليه في الاجتماع الوزاري الخليجي السبت المقبل”.
المصدر وصف اجتماعي الدوحة والمنامة أمس بأنهما “اختراق دبلوماسي تم بإيعاز من مستويات أعلى، وبحكمة القيادات الخليجية”، ورأى فيهما “نجاحا” للوساطة الكويتية التي قادها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد منذ بدء الأزمة.
وفي الوقت نفسه رأى فيهما “الفرصة الأخيرة” بالنسبة لقطر التي تم إعطاؤها فرصًا كثيرة منذ سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة مارس الماضي.
واستبعد الدبلوماسي الكويتي أن يكون الحل يشمل جدولة مطالب أو تمديد الوقت لقطر “فالمطلوب هو تعليمات فورية لقناة (الجزيرة) لتغيير خطابها الإعلامي فيما يتعلق بالأوضاع في مصر، وإيجاد آلية واضحة لوقف التجنيس تدل على الالتزام في إطار زمني واضح”.