قالت الجمعية الفلكيّة بجدة إن الراصدين للسماء في السعودية والمنطقة العربية على موعدٍ عقب غروب شمس اليوم الإثنين، وحلول ظلمة الليل، مع وقوع المريخ “الكوكب الأحمر” وزحل بالقرب من بعضهما بعضا في حالة اقتران “كوكب – كوكب”، في ظاهرةٍ مشاهدة بسهولة بالعين المجردة.
وأضافت: “يرصد الجرمان في الأفق الجنوبي الغربي من قبة السماء وسيفصل بينهما 3 درجات تقريباً، وسيظهر زحل في صورة نجم ذهبي، والسبب في ذلك اللون يعود إلى اتحاد الرياح التي تتحرك بسرعة خرافية مع الحرارة المتصاعدة من باطن الكوكب؛ ما يتسبّب في اللون الأصفر والأحزمة الذهبية المرئية في غلافه الجوي”.
وبيّنت: “المريخ يظهر بلونٍ ضاربٍ للحمرة؛ لأن صخوره تعرّضت للصدأ وهو يشبه الصدأ الذي يُوجد على السيارات القديمة، فالأكسجين يتحد مع الحديد الموجود في الصخور ليتشكل نوعٌ آخر من المادة يسمّى أكسيد الحديد هذه المادة تعطي المريخ لونه الضارب للحمرة”.
وأضافت: “من خلال تلسكوب صغير يمكن رؤية جسم كوكب زحل وحلقاته الفاتنة، ومن خلال تلسكوب كبير يمكن رؤية قرص المريخ، إضافة إلى أن القمر سيكون في المحاق؛ ما سيترك السماء مظلمة ولن يؤثر في الحدث أو في رصد الأجرام الخافتة كالسدم والمجرات”.
ونوّهت “الفلكيّة” بأن هذا التقارب بين الكوكبين هو فقط كما يظهر من على سطح الأرض فقط؛ الجرمان على خط الرؤية نفسه، ولكن في الفضاء تفصل بينهما مسافة شاسعة.
يُشار إلى أن المريخ وزحل يطلق عليهما الكواكب الخارجية؛ لأنهما يدوران حول الشمس في خارج مدار الأرض، ومن المعروف أنه كلما كانت المسافة التي تفصل الكوكب عن الشمس كبيرة كانت حركته حولها أبطأ، فالمريخ نسبياً أقرب إلى الشمس حيث يقع على مسافة 1.52 وحدة فلكيّة، وتبلغ سرعته المدارية 24.1 كيلو متر في الثانية، وبالمقارنة فإن زحل الأبعد ويقع على مسافة 9.5 وحدة فلكيّة من الشمس؛ تبلغ سرعته المدارية 9.7 كيلو متر في الثانية.
وقالت: “يلاحظ المراقب خلال الأسابيع المقبلة أن المريخ تحرك سريعاً نحو الشرق أمام النجوم في دائرة البروج تاركاً زحل خلفه”.
يُذكر أنه في مساء غد الثلاثاء سيكون الكوكبان في حالة اقتران إلا أن المسافة الفاصلة بين الجرمين ستكون قد زادت قليلاً على اليوم السابق.