كتب ديفيد برات الصحفي المتخصص في الشؤون الخارجية بصحيفة “صانداي هيرالد”، مقالًا بعنوان “المقاتلين الأجانب في الشرق الأوسط يهدد الغرب”، روى خلاله مجموعة من التفاصيل الأمنية وغيرها خلال لقاء جمعه مع أحد المقاتلين السوريين، يدعى مازن، منذ عامين على الحدود السورية- التركية.
وأشار الكاتب إلى أن المقاتلين من أصول أوروبية لم يكونوا حاضرين بشكل كبير منذ بدء الصراع في سوريا، ولكن كيف تغيرت الأمور بهذه السرعة في وقت قصير وأصبح هناك العديد من الجنسيات الغربية تقاتل في صفوفهم.
وأضاف الكاتب أن قتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي، سلَّط الضوء بشكل كبير على قضية المقاتلين الغربيين في سوريا والعراق، والتي أصبح لديها كوتة كبيرة من الشباب من مختلف أنحاء أوروبا وخارجها.
ولفت إلى تكثيف أجهزة الأمن في بريطانيا إجراءاتها من أجل القبض على بريطاني مشتبه ظهر في شريط قتل الصحفي الأمريكي.
وكانت عدد من الأجهزة الأمنية الأوروبية، أعلنت قلقها المتزايد من تسارع وتيرة انضمام العديد من الشباب إلى صفوف المقاتلين في سوريا سواء تحت راية داعش أو جبهة النصرة.
واستطرد الكاتب: إن الطبيعية السرية لهذه الشبكات الجهادية تجعل من الصعوبة بمكان تحديد عدد الأجانب المنضوين تحت لوائها، وكم عدد البلدان التي أتيى منها هؤلاء الشباب؛ لكن النتائج والبيانات التي تم جمعها من خلال وسائل متعددة تثير الكثير من القلق عند الاطلاع عليها.
وذكر الكاتب أن التقديرات تؤكد أن هناك أكثر من 10 آلاف مقاتل أجنبي “أوروبي” موجودين في سوريا، كما يشهد وجودهم في العراق تزايدا مطردا بينما توسع دولة الإسلام في بلاد الشام والعراق من حملتها العسكرية.
ويعتقد مسؤولون أمنيون أوروبيون أن نحو ألفين من مواطني الاتحاد الأوروبي قد لبوا دعوة الجهاد والقتال في سوريا.
وأكد أن معظم المتطوعين يتم اندماجهم في صفوف جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية ولكن ليس بشكل حصري، فهناك مجموعات أخرى تركِّز على المجاهدين الأجانب، كما هو الحال مع مجموعة “صقور العز”، التي تأسست من قبل مقاتلين سعوديين وحركة شام الإسلام، بقيادة مغربية.
ووفقا لتوماس هيجمهامر، مدير مركز أبحاث الإرهاب في مؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية، فإن الحرب في سوريا ربما تكون الحرب الأكثر في التاريخ الحديث التي تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت للدعاية للجماعات الجهادية فيها، ونشر النصائح للمجاهدين الأجانب الطامحين في اللحاق بهم.
وختم بأن بعض الأبحاث الاستخباراتية خلصت إلى أنه من خلال البوستات التي يكتبها المقاتلون، فإن هناك 9 من عشر دول من الدول العربية، أما الحالات التي تم إعلان مقتلها أفادت بوجود 50 جنسية مختلفة، بما في ذلك 20 جنسية أوروبية.
وأشار الكاتب إلى أن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة هي صاحبة الأغلبية بين كتيبة المقاتلين الأجانب في سوريا، كما تشارك كل من الدنمارك والنرويج والنمسا بنسبة كبيرة أيضا، مشيرا إلى أن هذا التراكم من المقاتلين الأجانب ربما يكون له أضرار كبيرة على سوريا والعراق بالإضافة إلى خطورته العميقة على العالم في المستقبل.