جاء مشهد ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي على يد أحد أعضاء تنظيم داعش ليخرج الصحفيين الفرنسيين اللذين كانا محتجزين مع “فولي” عن صمتهما وليكشفا للعالم ما لاقاه الرهينة الأمريكي من عذاب وسوء معاملة على يد التنظيم وليكشفا للعالم- أيضا- عن ذلك الشخص المقنع الذي قام بذبح فولي بلا شفقة.
وأكد الصحفيان الفرنسيان، اللذان ظلا محتجزين لدى تنظيم داعش لمدة ثمانية أشهر وتم إطلاق سراحهما منذ ثلاثة أشهر بعد أن قامت الحكومة الفرنسية بدفع الفدية المطلوبة، أن ذلك الرجل الذي ظهر في فيديو ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي هو أحد المقاتلين الإنجليز الذين انضموا لتنظيم داعش واسمه “جون السجان” وكان رئيس مجموعة من مقاتلي التنظيم عرفوا باسم “الخنافس”، وفقا لـ”ديلي ميل” البريطانية.
وأكد ذلك “ديديه فرانسوا”، الذي يعمل مراسلا صحفيا لراديو أوروبا، قائلا: “أكاد أرى ذلك الرجل رُأي العين، فلكْنتُه الإنجليزية وطريقة وقفته وحجم جسده لم تفارق ذهني”. وأكد أنه ظل يرى هذا الرجل طيلة الثمانية أشهر التي قضاها في أسّر داعش، إذ إن “جون السجان”، بالإضافة إلى عدد آخر من المقاتلين البريطانيين، كانوا هم المسؤولين عن الرهائن الأجانب.
وأكد “ديديه فرانسوا” وصحفي فرنسي آخر يدعى “نيكولاس هنين” أن الصحفي الأمريكي كان يلقى أسوأ معاملة من مقاتلي داعش، إذ عدوه كبش فداء يخرجون فيه كل غضبهم وكرههم من الولايات المتحدة الأمريكية. وبالرغم من كل ذلك فقد قام كلا الصحفيين بوصف جيمس فولي بأنه كان شخصا قويا يتمتع برباطة جأش وصبر غير عاديين.
وبحسب ما قصه “فرانسوا”، فإن مقاتلي “داعش” تمكَّنوا بعد النظر في حاسوب جيمس فولي الشخصي من اكتشاف أن له أخا ضابطًا بالقوات الجوية الأمريكية، الأمر الذي زادهم حنقا عليه، لذا كان جيمس ينال النصيب الأكبر من الركل والضرب والسب، كما أن مقاتلي داعش أوهموه مرتين أنهم سيقومون بإعدامه وقاموا كذلك بصلبه على الحائط.
وأفاد الصحفيان أن ظروف اعتقالهم مع جيمس فولي في سوريا كانت شديدة وقاسية، إذ ظلوا محتجزين في أنفاق تحت الأرض، حيث مُنعوا حتى من رؤية الشمس لأشهر عديدة.
ويقول “نيكولاس”، وهو يكاد يبكي، إنه ظل لأكثر من أسبوع مربوط بنفس القيود مع جيمس فولي وقال: “لقد كان جيمس نعم الرفيق طيلة هذه المدة ولم يفقد شجاعته بالرغم من كل ما تعرض له هو بالذات من إذلال لكونه أمريكيًا”.